أنشئت بسواعد الشباب.. أول مزرعة ورق عنب عضوية بيئية في سلفيت

29.04.2021 03:04 PM

وطن - سلفيت - مجد أمين: مع بداية موسم قطف ورق العنب زارت وطن أول مزرعة لورق العنب العضوي في قرية الزاوية قضاء محافظة سلفيت، حيث وضح المزارع يوسف شقير أن المزرعة عضوية أي أنها خالية من الأسمدة الكيميائية والأدوية، والمواد المستخدمة في الزراعة هي التراب والسماد الطبيعي (الزبل) فقط، حتى عندما يواجه المزرعة أمراض يتم علاجها بطرق طبيعية، مثل المن يُستخدم له الصابونة البلدية في العلاج والفطريات تستخدم لها الكربونة التي توضع في الأكل.

كان الدافع القوي الذي شجع يوسف وشريكه راجح شقير على إنشاء مشروع بيئي هو تقليل الضرر الناتج عن استخدام المواد الضارة في الزراعة، فيقول يوسف: "إن مرض السرطان منتشر كثيرا ومن أهم أسبابه المواد الكيميائية والأدوية في الأكل والمنتجات، لهذا فإن إنشاء مزرعة بيئية عضوية كان هدفا لنا".

وبالنسبة لفكرة زراعة ورق العنب دونا عن غيره، يضيف شقير، "بدأت زراعة ورق العنب من سنتين، حيث جاءت عندما كنت أعمل في منطقة الأغوار في مزارع ورق عنب عضوي وأحببت الفكرة، ثم قررت أن أزرع عدة شتلات في منزلي كتجربة ونجحت بذلك، بعدها افتتحت المزرعة مع شريكي".

من جانب آخر، يتحدث يوسف عن الصعوبات التي واجهتهم في المزرعة، فيبين أن ارتفاع سعر المياه في المحافظة يشكل مشكلة حقيقية لهم، حيث تحتاج المزرعة إلى كميات كبيرة من المياه، بالرغم من أنهم تمكنوا من التخفيف من استهلاكها مع زيادة الخبرة مع الوقت وبعد الاستعانة بخبرة المهندسيين الزراعيين، أما المشكلة الثانية تكمن في قلة الأيدي العاملة في المزارع.

هذا عدا عن المشاكل التي واجهتهم في بداية المشروع واستطاعوا التغلب عليها، والتي تمثلت في قلة الخبرة لكنها زادت مع الوقت وبالتالي قلت الحاجة للاستعانة بالخبراء الزراعيين، كما أن يوسف ينوه على أن بداية المشروع تزامنت مع بداية جائحة كورونا وبالتالي أغلب الشركات كانت مغلقة مما اضطرهم لشراء المواد اللازمة للزراعة من أسلاك وغيرها بأسعار مضاعفة.

ومع هذا كله يتفاخر يوسف بأن مزرعته أنتجت في السنة الأولى أكثر من المتوقع أي طن و 600 كيلو من محصول ورق العنب،  ومن المتوقع أن تُنتج هذا العام حوالي 2 طن و500 كيلو، حيث يتم توزيع الإنتاج داخل المحافظة عن طريق البيع مباشرة للزبائن أو التوزيع على المحلات والدكاكين.

ويوجه يوسف خلال حديثه رسالة تشجيعية للاستثمار في الزراعة، حيث يقول، "هذا المشروع يحتاج لإرادة عالية لأن الواقع غير مشجع على المشاريع الزراعية بسبب نقص الخبرة، لكن مع الاجتهاد تمكنا من الاستمرار والنجاح، وبالطبع بمساعدة الخبراء والمهندسين وبعض المؤسسات الزراعية".

ختمت "وطن" حديثها مع أحد العاملين في قطف ورق العنب وترتيبه في المزرعة راجح يوسف شقير، الذي يعبر عن حبه لعمله قائلا: "العمل في المزرعة ممتع جدا والزراعة شيء رائع، وأنا أشجع أي شخص يمتلك قطعة أرض أن يستثمر في المشاريع الزراعية، لأن أغلب الشعب الفلسطيني متجه للعمل في الداخل المحتل أو في قطاع الصناعة أو الخدمات والزراعة قليل من أصبح يتهم بها".
 

تصميم وتطوير