الانتخابات الفلسطينية ومدينة القدس

09.04.2021 01:19 PM

كتب: فادي البرغوثي

من المستبعد جدا أن يحصل توافق مع الاحتلال الصهيوني على السماح للشعب الفلسطيني على اجراء الانتخابات في القدس.

فمن جهة، فإن دولة الكيان تعتبر القدس لغاية هذه اللحظة  جزءا منها، بل وتذهب الأمور إلى أبعد من ذلك  باعتبار أن القدس عاصمة لها، وتحاول جاهدة على مدار سنواتها أن تحصل على اعتراف عالمي بذلك من خلال سياساتها الداخلية والخارجية والتي تهدف الى تفريغ العرب منها وجعلها مدينة اسرائيلية صرفة، كما  المدن الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948، لذا فإن السماح بإجراء الانتخابات في القدس سيكون بمثابة اعتراف صهيوني بولاية الشعب الفلسطيني على المدينة وهو ما يعتبر في هذه المرحلة من سابع المستحيلات كما يقال.

ومن جهة اخرى فان رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو يحاول جاهدا أن يشكل حكومه عمادها وعصبها من اليمين المتطرف، وبالتالي فإن السماح بإجرائها في القدس يعيق تشكيل الحكومه، ومن هنا تصبح الموافقة الصهيونية مستحيلة أيضا.

واستنادا الى ما سبق فإن ربط الانتخابات الفلسطينية بسماح الاحتلال بإجرائها في القدس، بحد ذاته يوصلك الى نتيجة عدم اجرائها، كأنك أمام المثل العربي الذي يقول "صحيح لا تقسّم ومقسوم لا تاكل .. وكل حتى تشبع!" لذلك كأنك تقول لا نريد الانتخابات بالأصل...

مما بجعلني أسأل كما يسأل غيري، لماذا هذا التسرع في إجرائها؟ إذا كانت بالأصل مرتبطة بالاحتلال المعروف بمواقفه السابقة من مدينه القدس؟ وهل سنجعل تجديد الشرعية الفلسطينية عن طريق الانتخابات مرتبط بالموافقة الصهيونية عليها؟

وصفة للحل:

منذ اليوم الأول للحديث عن الانتخابات الفلسطينية، طرحت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في كافة اجتماعاتها، أن لا تكون الانتخابات خاضعة للإرادة الصهيونية، فتمثيل المدينة تضمنه القوائم أصلا، وبالتالي لا خوف على عدم تمثيل المدينة هذا من جهة.

أما عملية الانتخاب نفسها فستكون تحديا للإجراءات الصهيونية، بجعلها شكلا من أشكال المقاومة الشعبية، يظهر فية الجندي الصهيوني بل الكيان برمته أمام العالم كمعطّل للديمقراطية الفلسطينية، وتظهر كذلك همجية الاحتلال وزيف ادعائه بصفته واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط! طالما وصف نفسة بذلك وطالما وصفه حلفاؤه كالولايات المتحدة الأمريكية.

ومن جهة أخرى، يظهر فيها الشعب الفلسطيني وتمسكة بالقدس -ليس كشعار، بل بإرادة الشعب الفلسطيني وتحدي لسياسية الأمر الواقع الصهيونى بأمر واقع مضاد، ما يعكّر صفو الاحتلال، وتحريكا للمياه الراكدة، وتحديا واضحا للكيان الصهيوني في المدينة.

أما الأمر الرابع، فإن التصميم على إجراء الانتخابات الفلسطينية في مدينة القدس، يعيد النصاب إلى ما كانت علية الأمور قبل إعلان الرئيس الأمريكي السابق ترامب، بأن القدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال، ما يؤكد للإدارة الجديده في الولايات المتحدة أن الشعب الفلسطيني شعب حي وموجود في مدينة القدس وهو يعبر عن نفسه في المدينة نفسها، وأن حل القضية الفلسطينية لا يمكن أن يكون على حساب الثوابت الفلسطينية، التي من دون أدنى شك تمثل القدس إحدى أعمدتها كما عودة  اللاجئين الذين هجروا قصريا من ديارهم.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير