هناك أكثر من عسّاف -بقلم رامي مهداوي
14.05.2013 09:27 AM
نعم، فرحتي وفرحتنا بعساف كبيرة، فهو ليس مجرد مغني وليس مجرد فلسطيني، عساف كشف على كثير من الجروح التي نأمل كشعب أن نشفى بسرعه منها، صوت عساف قصة وطن، قصة شباب فلسطين، صوت عساف كشف المستور فينا كمجتمع.
كشف صوته حاجتنا الى النجاح... الفوز، نعم نريد أن نكون في كافت المجالات كفلسطينيين متواجدين، وما أحوجنا أنا ننجح، شبعنا خسائر، وربما شبعنا إنتصارات زائفة هي بالأساس هزيمة، نعم نريد أن ننتصر، ونحن نسطيع أن ننتصر.
لماذا ننتصر كأفراد ولا ننتصر كجماعة.. كشعب؟ هناك عساف في أغلب التخصصات والقطاعات، هناك عساف في العلوم والرياضيات والرياضة والتعليم والجامعات والطب والبلدية والوزارة والإعلام هناك عساف فينا يحاولون أن يقتلوه، عساف تمرد على الواقع تمرد على المحيط، خرج من رحم المعاناة.
كشفت حنجرته بأننا لا نتحد لتحقيق الهدف، نحن نتحد حتى نقتل ذاتنا ونقطع سواعدنا لأننا نعتقد بأننا أهم من الهدف ذاته، نبحث كيف نخسر... نبحث عن السلبي ونعززه، وكأننا شعب من الآله نحرم ونحلل ما نريد، نقارن العساف بالعيساوي... ونمضي ضذ ذاتنا ونريد من الآخرين إنقاذنا؟!
كشف صوته كم نحب فلسطين كم نحب فلسطينيتنا، كم هي أي فلسطين مزروعه فينا، نتنفسها نحتضنها رغم إنهم يقزموها فأصبحت قضيتنا دون قضية، أصبحنا شعب بقضايا، لكن صوته جمّعنا أكثر مما مضى، فمضي بنا حتى ننتصر على ذاتنا أولاً.
عساف كشف لقيادتنا نحن هنا شباب فلسطين، إستثمرونا ولا تستغلونا.. إحتضنونا ولا تقتلونا، القضية ليست بالشعَر أو اللباس تحدد هويتي وجنسيتي ووطنيتي، أثبت لهم كيف العالم يتغير وعلينا أن نجد مساحة في هذا التغير، لأنه أدوات الماضي لا تنفع بقتال الحاضر، لن نستطيع هزم الطواحين بالرمح فجعلتهم "دون كيشوت" وهم لا يعلمون، وربما يعلمون ويكابرون؟!
قصة عساف يا إبني قصة شبابنا، لهذا زرعت فينا بذور التمرد التي جعلت منه النجم الذي هو عليه الآن. شبابنا شباب معطاء يقدم الروح والجسد من أجل الوطن، وفي قصة عسَاف تضحية وإيثار من شاب فلسطيني "صوتك أجمل من صوتي خذ رقمي وادخل المسابقة لأن فرصتك اقوي من فرصتي في النجاح" تلك الكلمات كانت لعساف بعد عدم حصوله لرقم مشاركة.
كم عساف موجود بيننا نحاول قتله؟ كم عساف بحاجة الى مساعدة حتى يخرج من كهف الظلم الى النور؟ كم عساف بحاجة حتى نعي بأن شبابنا المبدع بحاجة الى فرصة واحدة؟! من يحارب عساف يحارب شباب فلسطين، من يتمرد على الإحتلال يستطيع التمرد على ذاته إن كانت ذاته ضد تحرره.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء