دور المرشد واهمية في المدارس الفلسطينية

16.03.2021 03:58 PM

كتبت * نهلة بكار : يعتبر الإرشاد التربوي  في المدارس الفلسطينية من الموضوعات المهمة والأساسية لاستمرار ونجاح العملية التربوية، إذ يسعى إلى مساعدة الطلبة في تحقيق توافقهم النفسي والتربوي والصحة النفسية، والنهوض بمخرجات العملية التربوية .

فدور الإرشاد ليس مقتصرا على العيادات  وأقسام الصحة النفسية في المستشفيات حيث يمكن للمرشديين النفسيين أن يقوموا بأدوار مهمة في المدارس،إذ أن  وجودهم أصبح حاجة و ضرورة ملحة لرعاية النمو النفسي للطلبة ومساعدتهم في فهم ذواتهم وتجاوز مشكلاتهم والأزمات التي يتعرضون إليها، لاسيما في المدارس الفلسطينية كون المجتمع الفلسطيني يعاني من ظروف إستثنائية
وفي هذا المقال سوف نتعرف على المرشد المدرسي ودوره في المدرسة والواجبات المهنية تجاه أبنائنا الطلبة، حيث أن المرشد هو فرد مؤهل يقوم على مساعدة الطلبة لحل مشاكلهم والوصول إلى أفضل مستويات التكيف المدرسي ومساعدتهم على النجاح الأكاديمي وتحقيق إتزانهم السلوكي والعاطفي والإجتماعي، ولأن الطلبة بمختلف فئاتهم العمرية قد يواجهون مشاكل سلوكية أو مشاكل متعلقة بالتحصيل الدراسي أو عدم القدرة على إقامة علاقات إجتماعية مع الأقران،وهذا قد يؤدي إلى شعورهم بالوحدة النفسية  والعزلة الإجتماعية أو القلق،وبالتالي تأتي هنا الحاجة الى تقديم خدمات الإرشاد التربوي لطلبة ويقع على عاتق المرشد التربوي مساعدة الطلبة لتحسين صحتهم النفسية .
لكن المرشد قد يواجه معيقات تؤدي الى تراجع دوره منها: عدم توافر الإمكانيات اللازمة للقيام بالعمل الإرشادي(عدم توفر مكتب خاص بالمرشد)  إستخفاف البعض بعمله وعدم توجيه الطلبة إليه ،تكليفه بمهام خارج نطاق عمله وفي بعض الأحيان ضعف استجابة اولياء الأمور لما يطلبه المرشد والنظر إليها على انها غير مهمة، لجوء أولياء الامور إلى المدير كمصدر فعال في حل المشاكل،كثرة عدد الطلبة في المدرسة وبالتالي تنوع الحاجات الإرشادية وغيره من المعيقات، عدم الكفاية المادية للمرشد.
   وهذه المعيقات لها أثر على ضعف كفاءة المرشد وعدم تأهيله،وتدني إنجازه وطموحه وعدم متابعة المستجدات في مجال مهنته، وعدم الإرتياح في عمله،وهذا بدوره يضعف قدرته على التواصل مع الطلبة ومعرفة حاجاتهم ومشكلاتهم وميولهم وقدراتهم، وهذا بدوره يجعل عملية الإرشاد التربوي عملية عبثية لا تطرح ثمارها.
وحتى يستطيع القيام بعمله على أكمل وجه لا بد من إقامة الدورات التدريبية المستمرة في التوجيه والإرشاد توفير كل ما يحتاج إليه داخل المدرسة ، وتنمية المهارات الخاصة بالمرشد ومن هذه المهارات التي يجب توافرها في مرشد المدرسة ليقوم بإنجاز عمله على أكمل وجه ،قدرته على إقامة علاقة إرشادية مهنية وقدرته على تحديد مشكلات الطلبة وبالتالي قدرته على صياغة أهدافه الإرشادية،بالإضافة إلى قدرته على تقبل الطلبة كما هم ،وما يتضمنه ذلك من الإحترام وتفهم مشاعرهم،كما يجب أن يتسم المرشد بالأصالة أي التطابق بين أفعاله وأقواله.
إن توافر هذه القدرات والإمكانيات لدى المرشد التربوي ستساعده بالضرورة على تقليص المشكلات والمظاهر السلبية الآخذة في الإنتشار بين أوساط الطلبة، فمن الملاحظ إزدياد المشكلات السلوكية والإنفعالية بين الطلبة في مدارسنا الفلسطينية كالخوف الاجتماعي والقلق وضعف الإنتباه والتأخر الدراسي والعدوان والعنف بأشكاله المختلفة التنمر ومشكلات الفضاء الإلكتروني والتسرب وغيره.
وهذه المشاكل السلوكية التي يتعرض لها الطلبة في المدارس تؤكد على اهمية الخدمات الوقائية والعلاجية والنمائية التي يقوم بها المرشد المدرسي للتعرف على المشكلات النفسية والإجتماعية والتعليمية التي يواجهها الطلبة وتهيئتهم للتعبير عن ميولهم قدراتهم وإستعدادهم لتمكينهم من إتخاذ القرارات الدراسية.
وحتى يقوم  المرشد التربوي بدوره على أكمل وجه عليه ايضاح طبيعة عمله وحدوده المهنية حتى لايساء فهم ذلك. وعليه منذ بداية العام الدراسي،جمع المعلومات عن الطلبة وتنظيمها ، وعليه متابعة التحصيل الدراسي، القيام بالتوجيه المهني وإجراء حصص التوجيه وعقد محاضرات وإعداد بعض النشرات، وعليه حصر الطلبة الذين يعانون من مشاكل صحية ونفسية وسلوكية وغيرها.

في النهاية يمكن القول أن المرشد هو جندي مجهول وخط الدفاع الأول للطلبة لهذا يقوم بدور مهم وصعب يحتاج إلتزامه بالأمانه الموكلة إليه  والمصداقية والسرية بسبب وجوده نقيم علاقات سليمة في المدرسة بين المدرس والطالب وولي الأمر له الفضل في تحسين سلوك الطلبة من خلال الإستماع الجيد لمشاكلهم وشكواهم يقدمون النصائح من أجل تحسين العمل التربوي وزيادة الكفاءة والفاعلية وتطوير السلوك الأجتماعي .

* طالبة ماجستير ارشاد نفسي وتربوي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير