المخاض الفلسطينى العسير

14.03.2021 08:47 AM

كتب الصحفي جلال نشوان : كثرت الآراء وتنازعت الأهواء وتداخلت الأمور وعجز قراء المشهد عن فهم ما يحدث ، هل ستجرى الانتخابات في موعدها ؟ وهل الانتخابات ستفرز قيادات قادرة على حمل المسؤولية ؟ مع ان الحمل ثقيل تنوء من حمله الجبال .
حالة من الاصطفاف بين القوائم لم يسبق لها مثيل، وهل الانتخابات التمهيدية هي الحل الأمثل ؟
قافلة الانتخابات تسير بسرعة الرياح، ورغم التجاذبات الساخنة، الا أن العرس الفلسطيني سيمضي قدما للأمام ،لأن الناس تتوق الى رؤية قيادات جديدة تشمر عن سواعدها لسن القوانين والتشريعات التي تنظم حياة الناس  ،لينتهي الانقسام البغيض ويصبح من الماضي السحيق .
اللافت للنظر المشاركة السياسية الفاعلة للشباب، وهذا يؤكد بما  لا يدع مجالا للشك تعطش الشباب لقيادة الجماهير وضخ الأوكسجين فى رئة الحياة لمعالجة كافة المصاعب الحياتية التي يعاني منها المواطن ، ورغم التشاؤم والاحباط والقلق الا أن الشعب هو من يحدد ممثليه لان الشعب هو صاحب القرار.. وعلى الشعب اختيار البرنامج الذي يلبي طموحه .
ان القدرة على صياغة خطاب متزن وحكيم يلامس حاجة الناس ويلبي طموحهم هو الفيصل، أما البرامج الفضفاضة التى تحلق عاليا  في الفضاء ولم تحقق أي شيء فسوف تعاقبها الجماهير، لان الجماهير  اكتوت بنار  البرامج التي كانت مبنية على الشعارات والتي لم تلامس واقع وحياة الناس.
المجتمع الدولي والمحتل يراقبون الأمور عن كثب و ينتظرون على أحر  من الجمر ، كيف ستسير الأمور وكثير منهم سيرسل ممثليهم لمراقبة العملية الانتخابية، لما تمثله هذه الانتخابات من أهمية كبيرة على المستويين الإقليمي والدولي.
ورغم حالة القلق التى تخرج من زفرات المتشائمين الا أن العرس الديمقراطي قد سار على سكته الصحيحة ،وذلك بفضل الجهود المضنية التى يبذلها القائمون على هذا  العرس ،وكذلك الاستعدادات الكبيرة التى تسير على قدم وساق من لجنة الانتخابات المركزية التي تدير دفة الأمور من الألف الى الياء.
التحديات كبيرة والمحتل يزداد وحشية يوما بعد يوم والمتغيرات الاقليمية قلبت الأمور رأسا على عقب وهناك قوى جديدة ظهرت على مسرح الأحداث وهناك قوى انكمشت وفى طريقها الى الزوال وحل الدولتين الذي يطرحه بايدن ووزير خارجيته بلينكن أسوأ من صفقة القرن لان قناعة الإدارة الأمريكية الجديدة هي الانتصار للمحتل والنظام السياسي العربي غادر مربع الدعم والاسناد لقضيتنا نأمل ان تسير الأمور على مايرام وأن تنتصر كافة القوى السياسة لمعاناة شعبنا ببرامج سياسية واقعية ولا تحلق فى الفضاء لان شعبنا، شعب واعٍ وناضج سياسيا ولن تنطلٍ عليه الشعارات... وستظل الانتخابات وارتداداتها الاقليمية والدولية بمثابة المخاض الفلسطيني العسير حتى تنتهي على خير بإذن الله.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير