كريمة تتحدى الإعاقة وتبدع في رسم الشخصيات بفن "البورتريه"

08.03.2021 03:30 PM

غزة- وطن- امل بريكة: "من رحم المعاناة يولد الأمل"، تلك الجملة التي أصبحت مع الأيام حقيقة تُقاس على الذين يحاولون التغلب على الصِعاب في سبيل تحقيق طموحاتهم وآمالهم، بعيدًا عن جو الإحباط واليأس الذي يجعل الإنسان غير منتج للمجتمع.

ففي يوم من الأيام استيقظت الشابة كريمة النجار (30 عامًا) من منطقة خزاعة شرق محافظة خانيونس، من كابوس الألم حينما حاولت أن تقف على قدميها لتمارس حياتها الطبيعية التي اعتادت عليها، فتجد نفسها ملقاة على الأرض غير قادرة على الوقوف على قدميها.

بدأت حكاية كريمة وهي في عمر الـ 17 عاما، عندما سقطت من علو، تسبَّب في احداث شلل نصفي، جعلها حبيسة كُرسي متحرك طيلة حياتها.

وتضيف، "بسبب هذه الحالة دخلت في حالة نفسية واكتئاب دام لأكثر من 5 سنوات، "كنت في البداية غير متقبلة وضعي"، فأصَبحتْ أسيرة جدران غرفتها الأربعة غير قادرة على الاحتكاك مع محيطها من الأسرة والجيران.

وتتابع كريمة، "بعد فترة من اليأس والإحباط فجأة قررت أغيَّر حياتي وما استسلم، اتجهِت لأتعلم الرسم لأني بحبه من طفولتي"، مُضيفة بأنها طورت هوايتها في هذا المجال من خلال رسم شخصيات مشهورة بقلم الرصاص والفحم، وتحاول تطوير نفسها أكثر بالرسم بالألوان كونها تحب الطبيعة بألوانه الزهيَّة التي تعطي الأمل والتفاؤل.

ومن بين تلك الشخصيات المعروفة التي أبدعت في رسمها، كانت شخصية الرئيس الراحل ياسر عرفات، والشاعرين محمود درويش ونزار قباني، وإعلاميين وصحفيين وفنانين وآخرين.

وتقول النجار إن ظروفها المادية الصعبة تجعلها غير قادرة على شراء أغلب المعدات اللازمة للرسم، فتكتفي بحفظ الرسومات بعد الانتهاء منها داخل الدفتر أو المظروف الخاص بها، وتطرقت إلى الصعوبات التي تواجهها أثناء ممارسة الرسم، خاصة وأنها ترسم على سريرها الصغير أو على مكتبها الذي لا يتسع لأدواتها، ولتلك الأسباب تحلم بأن يكون لديها مرسم خاص بها.

وتستمر كريمة في ممارسة هواية الفن التشكيلي التي تعلقت بها مع الوقت؛ لتحلم أن يكون لديها معرضا خاصا بها تزينه برسوماتها ولوحاتها، وتشارك من خلالها في معارض محلية ودولية، كنموذج للتحدي والإصرار والعزيمة.

 

 

تصميم وتطوير