منطقة "المسلخ الجديد" حياة تشبه الموت وعائلات منسية تناشد عبر وطن لإغاثتها

04.03.2021 02:42 PM

غزة-وطن احمد الشنباري: إلى الغرب من حي الزيتون في مدينة غزة، لا شيء يشبهُ الحياة، شوارع لا تعرفها أقدام المارة، ولا تصلُ إليها المركبات، تجمعٌ سكاني اتخذ من اسمه نصيب، حين انسلخ عن ضوضاء المدينة وحياتها ليعيش سكانه المنسيون جحيم الفقر والمعاناة.

عشوائية المسلخ الجديد، او ما يطلق عليه السكان "حي المنسيون" نموذجاً لحياة بدائية تفتقرُ لأدنى مقومات الحياة، المُسن صالح الوادية بقدمٍ واحدة وعكازة يتكئ عليها، يتنقل بنا بين مساكن الصفيح والحجارة المهترئة، والتي تضم تسعة عشرة عائلة وجدوا أنفسهم في ارضٍ حكومية بعد أن ضاقت بهم سبل العيش قبل نحو سبعة عشرة عاماً.

يقول المسن صالح لوطن إن توفير المأكل والمشرب لم يعد مطلباً لهم بقدر توفير حياة ومسكن مناسب للعائلات التي تسكن الحي، متسائلاً باستغراب "اتعجز الجهات المختصة على توفير قطعة ارض لهذه العائلات؟".

يضيف: نقطن بالقرب من بركة مياه الصرف الصحي ولا نسلم من الثعابين والقوارض في فصل الصيف، أما الشتاء فالبيوت لا تتحمل الأمطار والبرد.

وأوضح صالح الاب لتسعة من الأبناء المتزوجين في الحي، ان الظروف الاقتصادية الصعبة كانت سبباً للوصول والعيش في حي المسلخ الجديد بعد أن فقدوا القدرة على دفع الإيجار لأصحاب المنازل، مطالبا الجهات المختصة بضرروة النظر إلى حال السكان في الحي الذي تسكنه عائلته والاهتمام بمستقبل الأطفال وحياتهم.

شوارع الحي الترابية التي تخلو من مظاهر الحياة، يتجمعنَ فيها النسوة بأطفالهن هرباً من رائحة الصرف الصحي، وعلى موقدةٍ صغيرة يُشعلن ناراً لتدفئةِ أطفالهن، لتبيّن السيدة علياء الوادية ام لعشرة اطفال، ان الحياة في الحي لا تصلح للعيش الآدمي بسبب الروائح المنبعثة من مياه الصرف الصحي، إلى جانب انعدام مقومات الحياة.

وفي مساحةٍ لا تتجاوز الأربعة أمتار تعيشُ علياء مع اطفالها الذين يقضون معظم أوقاتهم على عتبات المسكن، لتقول: " الحياة التي نعيشها ملوثة ولا تشبه حياة الآخرين، ولا يمكن العيش في هذه البيئة التي تسبب الأمراض للأطفال، بالإضافة إلى ضيق المكان الذي يضم أحد عشر فرداً، ونفتقر إلى سبل الحياة كالأدوات الكهربائية وامتعة الأطفال."

إطلالة الحي على مياه الصرف الصحي وعلى مقربةٍ من الكلاب الضالة والمزعجة ليلاً قد تهون أمام وضعٍ اقتصادي فَرض على الشاب خالد القايض المجيء إلى الحي، لكن هذا الحال قد لا يدومُ طويلا بعد تهديدات الإزالة والترحيل، يقول خالد الذي يقف على عتبة المنزل الذي يضم خمسة عشرة فرداً ً "كنتُ مستأجرا في أحد البيوت لكن صاحب المنزل طردني لعدم قدرتي على دفع المستحقات، واليوم نعاني من عدم الاستقرار بسبب قرار الازالة والترحيل".


 

تصميم وتطوير