مبادرة شبابية تعيد الحياة لكهف "طور" الأثري في إذنا بعد أن كان مكبا للنفايات

02.03.2021 02:12 PM

الخليل- وطن- أحمد الرجبي: على بعد ما يقارب ٢٠ كم جنوب غرب الخليل تقع خربة "بيت البان" في قرية إذنا، والتي تشتهر بوجود مقالع حجرية ضخمة وكهوف كبيرة استخدمت كأماكن صناعية في فترات زمنية مختلفة، وايضا استخدمها رعاة الأغنام كمساكن لهم ولماشيتهم.

من بين هذه الكهوف "طور بدو" الذي يعتبر من أضخم الكهوف في فلسطين، بمساحة تزيد عن ٣٠٠ متر مربع محفور من الصخر الطباشيري وفيه العشرات من طوق الحمام وساحة كبيرة ومناور في الاسقف للتهوية والسماح لأشعة الشمس بالتسلل لغرف الكهف الثلاثة وإنارتها.

يعود تاريخ "طور بدو" إلى أكثر من ٥٠٠٠ عام وتعاقبت عليه أربع حضارات (اليونانية والكنعانية والرومانية والإسلامية) التي كانت تستخدمه لاغراض متعددة، أما في عصرنا الحديث فقد حوله العابثون إلى مكب للنفايات ومكان لحرق الأسلاك لاستخراج النحاس وبيعه، فأثار هذه الحرائق لا زالت على جدران الطور التي تحولت الى اللون الاسود.

يقول عاصم أبو جحيشة الذي تعود ملكية الطور لعائلته إنه وقبل فترة وجيزة كان المكان عبارة عن مكب للنفايات وتجميع القمامة وحرق النحاس، مما دفعهم لتشكيل لجنة لإحياء الطور، من أجل المحافظة على الهوية التاريخية والوطنية للمكان، والمحافظة على الطور والمنطقة المحيطة به من الذين يحرقون النحاس والشجر.

قسام ابو جحيشة أحد المتطوعين لتنظيف الطور قال: قمنا بتنظيف الطور والاهتمام به ليصبح مزار للناس، ومنع الظواهر السيئة التي تحدث في المكان والتي أثرت على المزروعات بشكل كبير وخاصة أشجار الزيتون، مشيرا ان المكان بعد الاهتمام به أصبح هناك من يقوم بزيارته وانه الان مختلف عن السابق.

عبد الرحمن طميزة مدير العلاقات العامة في بلدية اذنا ومنسق المسار السياحي بالقرية قال: ان بلدية اذنا تعمل على تنشيط الاماكن السياحية في القرية وخاصة أنها تحتوي على الكثير من الأماكن السياحية، فقامت بالمساعدة بالاهتمام بالمكان من خلال توفير الأدوات للمتطوعين، وان البلدية تعمل على إنشاء بيوت استضافة للسياح من الخارج وايصال الكهرباء للمنطقة، لتعزيز صمود اهالي المنطقة خاصة انها تصنف منطقة c.

وطالب طميزة وزارة السياحة والآثار بالاهتمام بالأماكن الاثرية في المنطقة وتوفير لوحات تعريفية وان تكون هذه الامكان من ضمن القوائم السياحية وان تدرج على برامج الوزارة وأهدافها ومشاريعها المستقبلية.

 

تصميم وتطوير