الردود الثلاث والقصة الكبيرة في كلمة نصرالله - ادم نصر الله
12.05.2013 12:18 PM
هكذا اختار محور المقاومة ان يكون الرد على ما أقدمت عليه "اسرائيل"، رداً على الأهداف التي جاهر بها الكيان الاسرائيلي، لا رداً رادعاً كما تعودنا "ضربة بضربة". "خذ علماً أنك إذا كنت تعتبر سوريا ممراً للسلاح إلى المقاومة، فإن سوريا ستعطي السلاح للمقاومة، هذا قرار استراتيجي كبير، إذا كنت تدّعي ان هدف عدوانك منع تعاظم قدرة المقاومة، فإن سوريا ستعطي المقاومة سلاحاً نوعياً لم تحصل عليه المقاومة حتى الآن"، هكذا اختير الرد على أهداف الغارة تحديداَ، هكذا صرح الأمين العام لحزب الله في خطابه الأخير، وكما عهدناه .. لا يُصرح من فراغ! لن يتم قصف تل أبيب ولا حيفا ولا مراكز دراسات وبحوث بل سيكون رداً على الهدف الحقيقي للغارة، أردتم منع وصول السلاح إلى حزب الله عبر سوريا؟ سوريا لم تعد معبراً للسلاح بل أصبحت مصدراً وممولاً أساسياً لسلاح المقاومة في لبنان. أردتم منع تعاظم قوة المقاومة؟ سوريا سترد بتوريد أسلحة "كاسرة للتوازن" لحزب الله، مع كل ما تحويه الكلمة من أبعاد واحتمالات وأنواع أسلحة ستصل! هكذا كان الرد الموضعي، لكن الأمر لم يتوقف هنا بل انتقل إلى رد عام قد يخدر أحلام وأهداف "اسرائيل" لمدة طويلة، أو قد تذهب ضحية جرعة زائدة من الردود التي لا يحتملها جسم كيانٍ ما زال يعاني آثار حرب تموز.
انتقل نصرالله من الرد على الغارة وأهدافها، إلى الرد على ضلوع "اسرائيل" في المؤامرة المحاكة ضد سوريا والتي اعتبرها نصرالله إضعافاً لدور سوريا في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، عبر فتح جبهة الجولان أمام "المقاومة الشعبية السورية" لتحريره، وهو ردٌ أضافه السيد نصر الله إلى سلسلة الردود ورد الجميل لسوريا التي دعمت وساهمت بتحرير الجنوب اللبناني، وأيضاً مع كل ما تحويه هذه الخطوة من احتمالات تبدأ من نقل استراتيجية حرب العصابات إلى جبهة الجولان ولا تنتهي بإنشاء كتائب مقاومة تتماهى مع حزب الله تدريباً وتجهيزاً، ومن ناحية ثانية فإن الجيش السوري لن يقف على الحياد فله الدور القوي في حماية الأراضي السورية من أي اعتداء وبحوزته الأوامر التي تمنحه حق الرد الفوري الذي بدأ بنصب منصات صواريخ موجهة إلى أهداف في الداخل الاسرائيلي ولا أحد يعلم أين ينتهي.
السؤال الآن، إلى أي حد يحتمل العدو نسخة أخرى من استراتيجية حطمت جبروته "جيش، شعب، مقاومة" بنكهة سورية.أما المفاجآت التي عودنا عليها سيد المقاومة، كان لها حصة الأسد في استراتيجية الرد التي انتهجها هذه المرة، الرد الثالث بلا ما نحكي فيه لانو بيعملولنا ياه "قصة كبيرة"، هكذا وصفها السيد بعاميته المحببة لدى جمهوره، وكلنا نعلم ما معنى كلمة "قصة كبيرة" فما بالك حين يقولها سيد الانتصارات، كم يطيب التكهن والتوقع وكم يصعب، انه الرد الأكبر من الردين الماضيين، هو الرد الأكبر من الدخول إلى الجليل وأكبر من المفاجأة الكبرى التي قد تغير وجه المنطقة و تاريخ الصراع، إنها "القصة الكبيرة"، حين تعجز الأقلام عن الكتابة وتعجز العقول عن التفكير والتحليل، نترك الأمر رهن الأيام القادمة والمعركة الكبرى، وأترك لي ولكم الحق في الاستمتاع بأفكار عن حسابات مدفوعة سلفاً أو مؤجلة على ضخامتها، قد يكون أحدها "القصة الكبيرة".
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء