وحدة اليسار .. وحدة الضرورة لا وحدة الاختيار

06.03.2021 09:26 PM

كتب: غسان عنبتاوي

لن أطيل في التقديم، ولا الشرح، فالأمر بالنسبة لي أوضح من الوضوح ذاته واكثر الحاحا من ترف الضرورة. اضم صوتي لكل الأصوات التي تنادي بضرورة توحيد أطياف المستقلين أصحاب المنابع الديمقراطية وقوى اليسار التقليدية الحزبية أذ اننا ونحن نقف على بعد أيام من اغلاق الباب امام تشكيل القوائم الانتخابية للانتخابات التشريعية وذلك بعد أعوام من عدم إجرائها قسرا بقرارات ظالمة مجحفة بحق الممارسة الديمقراطية وخدمة لأجندات البعض تحت ذرائع واهية.

نقف اليوم وجها لوجه امام مسؤولياتنا كأفراد وجماعات وتجمعات وأحزاب إذ علينا المبادرة وشحذ الهمم في مواجهة احتدام المشهد الاستقطابي الساطع ما بين تيارين قسما الساحة الفلسطينية طولا وعرضا لسنوات وسنوات حفاظا على مشروعيهما في الحكم وفي مزاياه الوهمية الواهية على حساب المشروع الوطني وعلى حساب المعركة الوطنية الكبرى مع الاحتلال في سبيل استرجاع حقوقنا المسلوبة واوغلا في فرقتهما وفي ممارسات توسيع الشرخ الداخلي وممارسة التسلط والحد من الحريات مما أدى الى تقليص دائرة انخراط قطاعات واسعة من شعبنا في الحياة المدنية وفي معركة النضال لتحقيق الأهداف الوطنية بالحرية والاستقلال والعودة والعيش بكرامة ونيل الحقوق المتساوية في مجتمع تسوده القوانين والمساواة وغيرها من الطموحات المأمولة. نعم، لتسلط والانقسام والهيمنة سادتا كلا شطري الوطن، وتم نشر بذور اليأس والتشتت والقهر مما أدخلنا في حالة صعبة من التكلس والجمود والممارسات الخاطئة ساهمت في جعل الغالبية تنئ بنفسها عن كل مكونات العمل السياسي وتم شيطنته كل تحرك من أي جهة تدعو لتغير الحال عما هو عليه وإظهاره بانه فقط يخدم القائمين عليه وان لا مصداقية لأحد. 

وبطبيعة الحال فان هذا التكلس كان من المفترض ان يكون شرارة الفرصة السانحة لقوى وتيارات " اليسار الفلسطيني" والذي لم يلتقط الفرصة بعد، ولم يفهم انه مطالب الآن بالتخلي عن ذاتيته الفردية والتجمهر حفاظا على الذات من الذوبان والانهيار التام والخروج من المشهد في ظل حالة التشرذم المستمرة والتي طالته أيضا ولم تقتصر فقط على القطبين المتناحرين.
نعم لقد قام اليسار الفلسطيني مرارا وتكرارا بمحاولات التجمهر والتجمع، ونعم فشلت كل تلك المحاولات حتى اللحظة لأسباب مختلفة في كل محطة، ولكن يجب الإقرار أيضا بان كل محاولة كانت اقرب للنجاح من سابقتها، وعليه ومن هذا المنطلق يجب المبادرة الآن وبدون تلكؤ الى السعي الى التجمهر في إطار وقائمة موحده تجمع كل الديمقراطيين و"اليساريين" والمستقلين المؤمنين بمبادئ العدالة والحرية وحرية الراي والتبادل السلمي للسلطة وحرية المعتقد والدين والمؤمنين بحقنا في الحرية وفي الاستقلال وفي ممارسة حقنا في إنجاز ذلك بالسبل المنصوص عليها في القانون الدولي

الدخول في قائمة موحده في هذه الانتخابات هو المدخل للتأثير والتغيير وإيجاد البديل المنشود والذي طال انتظاره وهو الفرصة للملمة اليسار ومؤيديه ومناصريه، وللملمة التيار الديمقراطي الذي يتبلور بشكل متشتت مما سيفقده قدرته على التأثير في حال بقي متشعبا، لذلك تأتي هذه الدعوة من رغبة مخلصة في بذل المستطاع لإنجاز هذه الوحدة لتصبح حقيقة على الأرض بعيدا عن أي اعتبارات أخرى لا لمن ستكون الغلبة او أولوية الترتيب في أي قائمة او غيرها من الاعتبارات الأخرى. 

عادة، الأحزاب وقياداتها هي من تسبق الجمهور الأوسع من الناس في استقراء الواقع وبالتالي تسعى لتوعية العموم بما هو مطلوب منهم القيام به لبناء مستقبل افضل، ولكن يبدو ان القيادات المأمول منها التحرك اليوم ، متباطئة، وبالتالي سبقتها الجماهير المستقلة وغير المؤطره والحريصة على الهم الوطني وعلى ترسيخ معالم الديمقراطية والعدالة والمساواة وكذلك عديد من القواعد الحزبية لقوى اليسار في إطلاق مبادرة التجمهر والتجمع انطلاقا من الحرص على بقاء التيار الديمقراطي حاضرا في الساحة، الفلسطينية وحرصا على الحفاظ على إرث ومبادئ وتاريخ اليسار الفلسطيني والذي إن لم يلتقط مهمات المرحلة سيندثر الى الأبد ولن تقوم له قائمة،،،،
فهل تستمعون لهذا النداء وتتوحدون
 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير