الانتخابات الفلسطينية بين حيران وفهمان ؟!

28.02.2021 08:38 AM

كتب: وليد هودلي

حيران على عادته غير قادر على حسم أمره خاصة عندما تتشابك خيوط السياسة ويبدو له أن من نسجها حوله هو عنكبوت السياسة اللعينة، فلم تدع له طريقا للخلاص أو التفكير الحرّ بعيدا عن العناكب وما أكثرها هذا الزمان محلية واقليمية ودولية.

بينما فهمان يبدو له أنه قد أصبح مخضرما وعلى خبرة واسعة لكثرة العناكب التي تكالبت عليه في عمره الطويل، فقد ملك خبرة ودراية في دروب العناكب ودهاليز السياسة، فهو يجيد السباحة في بحر غرق فيه الناس جماعات وأفرادا وأحزاب وحركات ودول، المنطقة كلّها تغرق لكنه دوما كالعنقاء التي تصرّ على الحياة وتقاوم الغرق مهما كان البحر عميقا ومهما كانت أعاصيره مدمّرة وعواصفه عاتية.

حيران: سيدي فهمان ما العمل وأنت كما ترى كيف رمانا الناس جميعا من قوس واحدة، أرادوا لنا الانتخابات دون حساب العواقب وابتغاء مصالحنا، في خضم أن كل من رمانا له فينا مصالح.

أجاب فهمان وهو يتحرّى دقّة الحساب وعمق المفاهم والقدرة الخارقة على استشراف المستقبل القادم، يا سيد حيران أضرب لك هذا المثال: مثلنا في هذه الانتخابات، مثل بيتنا عندما قطعت عنه الكهرباء وغرق في الظلام، طار منه النور والنت وأصبحت التدفئة ومرافق الحياة كلها في خبر كان، جاءنا فنّي الكهرباء بعد عدة أيام من الاتصالات وضبط الميعاد، ساعتان من البحث والتحرّي عن الخلل، نزّل المفاتيح وراح يفحص غرفة غرفة، الغرفة التي لا يوجد بها خلل يبقى مفتاحها مرفوع الرأس، بينما الغرفة صاحبة الخلل يهوي مفتاحها ويخرّ ساقطا دونما حياء، أخيرا وضع هذا الكهربائي يده على الخلل واكتشف السلك المتمرّد فأصلح حاله فارتفعت المفاتيح كلّها وعدنا الى النور والحياة.

حيران: أدركت سيدي قصدك في المثال، لن تعود لنا الحياة الا باكتشاف الخلل واصلاحه، ولكن بيتنا السياسي لا يوجد به قطع كهربائي واحد أو سلك متمرد، الخلل كبير ومنتشر في كل الاحوال السياسية والاقتصادية، عدا عن أن المفتاح الرئيسي وهو اشتباكنا مع الاحتلال قائم منذ فترة طويلة من الزمان، وكذلك المفتاح الخطر كذلك هو مفتاح الوحدة وهو يصرّ على السقوط في أحضان الانقسام. فني السياسة لدينا أنه يضع يده على الخلل ولكنه تشبّث بمفتاح صغير يريد رفعه لاقامة الانتخابات واستلاب الشرعيات في ظل سيادة الاحتلال.

فهمان: لا نريد عزيزي العودة للوراء وندب الاحوال، لنترك لهذا الفنّي ترتيب الاولويات، وطالما أنهم قد أتفقوا على أن يبدأوا برفع هذا المفتاح فعلى بركة الله مع تنبيهنا لنا ولهم أن هناك غرفا ومرافق تنتظر أن يرفع مفتاحها، نريد نحن الشعب الذين اكتوينا بنار الاحتلال والانقسام:

- أن نرفع مفتاح الوحدة وإنهاء الانقسام ومعالجة كلّ مسبباته باصلاح كل الوصلات والقطعات والعمل المشترك على نظام ديمقراطي حقيقي يكفل لنا الشراكة وتداول السلطات بامن وسلام بعيدا عن كلّ العنجهيات.

- أن نرفع مفتاح محاربة الفساد والمحسوبيات واقامة العدل والميزان دون حزبية أو أي استحواذ من أي كان.

- أن نرفع مفتاح النهضة الثقافية والفكرية والتربوية التي تنتج مجتمعا صالحا تنتشر فيه الانوار ويتحرر من كلّ أشكال الظلام.

- وهذا لا يتأتى بشكل صحيح وكامل إلا وكلّ اهتمامنا وانشغالنا قائم على أكمل وجه في عملية الاشتباك مع هذا الاحتلال، لأن بذلك نصل إلى القدرة على رفع المفتاح الرئيسي الذي منه كلّ ما نحن فيه من دمار وويلات.

حيران: نحن بذلك نكون قد عالجنا الخلل ما ظهر منه وما بطن، ما كان داخليا أو جاءنا من الخارج وظهر على الملأ.

فهمان: ما لنا إلا الان أن نصلح ما قدرنا على إصلاحه، نتقدّم خطوة الى الامام ونحذر ممن يردوننا أن نسير الى الخلف خطوات.

حيران: ونسال الله بذلك حسن ختام هذه الانتخابات.

ملاحظة: شخصية حيران منقولة من كتاب قصة الايمان لنديم الجسر.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير