ستقلل من معاناة الطلبة في تلقي تعليمهم... "المالح" أول مدرسة في المضارب البدوية بالأغوار الشمالية

10.02.2021 03:33 PM

طوباس- وطن- محمد عتيق: لم يعد الطالب ابراهيم من تجمع بدوي المالح في الأغوار الشمالية، يفكر كثيراً في المسافة التي سيقطعها للوصول إلى مدرسته، ولم يعد يأبه لعدم توفر المواصلات، كونها باتت قريبة من مكان سكنه، فأخيراً تم إنشاء مدرسة المالح لتخدم 19 تجمعاً بدوياً في الأغوار الشمالية.

  يقول ابراهيم لوطن " لما كنا ندرس في العقبة كنا نحتاج ساعة لنوصل المدرسة، هذه المدرسة أحسن من مدرسة العقبة".
ولا شك بأن زملاء ابراهيم من المالح لهم رأي مماثل، فمشكلة عدم توفر أي مدرسة في مناطق سكنهم تعد من أبرز التحديات التي تواجه طلبة المضارب البدوية، التي قد يقطع أبناؤها مسافات طويلة تصل لـ 15 كم للوصول إلى مدارس القرى المجاورة، ويستغرقون وقتاً طويلاً ما يجعلهم يعيشون مرحلة الدراسة على أنها مشقة مضاعفة ويدفع ذلك عدداً كبيراً منهم للتسرب من المدارس.

وتعتبر مدرسة المالح أول مدرسة في المضارب البدوية، وهي تشكل على بساطتها خطوة فارقة بالنسبة للطلبة والأهالي، لكنها تحتاج إلى دعم وتطوير لتصبح أكثر ملاءمة للتدريس.

يقول رئيس مجلس قروي المالح مهدي دراغمة لوطن: " تحتاج هذه المدرسة إلى اعتماد كادر تدريسي من التربية والتعليم فالمعلمات والمعلمون الموجودون حالياً هم متطوعون، كما تحتاج إلى ساحة و مظلة ومقاعد لاستراحة الأطفال".

  ويضيف دراغمة " كانت الطريق تشكل معاناة بسبب الحواجز التي يقيمها الاحتلال، عدا عن المخالفات التي تفرضها شرطة الاحتلال كغرامات على الحافلات التي تنقل الطلبة لمدارسهم في القرى المجاورة.

و يرى دراغمة أن إقامة هذه المدرسة بالدرجة الأولى تعزز صمود المواطنين وتدعم بقاءهم، مشيراً إلى ضرورة دعمها، فالمدرسة مكونة من أربع غرف صفية فقط وتحتاج إلى العديد من اللوازم.

المعلمة المتطوعة حنان دبك تسعى من خلال تطوعها في مدرسة المالح للمساهمة بإعطاء طلاب المضارب البدوية حقهم في التعليم، تقول: " أكثر الطلاب في هذه المنطقة يتسربون من المدراس بسبب قلتها وصعوبة الوصول لها، فهم يحتاجون
لساعة أو أكثر لوصول المدرسة، ونسعى من خلال وجودنا هنا لتعزيز صمودهم ".

ولا تتوقف معاناة طلاب المدارس في المضارب البدوية على بعد المسافة، بل أيضا ظروف الطريق والطقس، يقول الناشط الحقوقي فراس فقها: " الصيف حار جداً في الأغوار، عدا عن درجات الحرارة الباردة والانجماد في فترة الشتاء، كذلك ممارسات الاحتلال كالتدريبات العسكرية، وقطع الطرق على الطلبة، لذلك إن شهدت هذه المدرسة النور سيكون على عاتقها رفع معاناة كبيرة عن الطلاب في الأغوار".

 


 

تصميم وتطوير