حوارات القاهرة وخطورة المرحلة

08.02.2021 03:38 PM

كتب الأسير أسامة الأشقر : تحدث الكثيرون عن استثنائية وخصوصية المرحلة الراهنة من تاريخ الشعب الفلسطيني،  وهذا التقدير حقيقي وهو مبني على معطيات منطقية، فما يواجهه الشعب الفلسطيني والقضية برمتها يعتبر المنحنى الأخطر منذ النكبة في العام 48 .

ان كل ما قامت وتقوم به إسرائيل الآن قد يتحدد مصيره بناء على طبيعة تعاطي الشعب الفلسطيني وقيادته مع الأزمة والحقائق المفروضة على الأرض، في ظل سعي إسرائيل المحموم لاكتساب شرعية من العالم العربي والإسلامي، ويه جميعا عناصر ستشكل تتويجا لمخططات استمرت لما يزيد على قرن من الزمن من جهود الحركة الصهيونية ومن يقف في صفها أو من ورائها، لهذا فإن المشاورات المزمع البدء بها بين فصائل العمل الوطني في القاهرة تأخذ أبعادا أكثر أهمية من كونها تدور حول موضوع الانتخابات على أهميته.

من هنا تنبع أهمية أن تذهب قيادات الفصائل وهي تدرك جيدا أهمية الدور الذي تقوم به فهي لا تذهب لكي تعيد إنتاج حوارات قديمة لم تجدي نفعا ولم تقدم جديدا للشعب الفلسطيني، بل هي ذاهبة بالأصل لإعادة العربة إلى المسار الصحيح، وهي ذاهبة لإعادة الوهج للقضية الفلسطينية، ولكي توصل رسالة واضحة لأصدقاء الشعب الفلسطيني قبل أعدائه بأننا ندرك خطورة المأزق الذي تعاني منه قضيتنا ونحن على استعداد بأن نكون جنود المرحلة الصعبة التي يمر بها شعبنا.

لأجل ذلك من الضروري بل والواجب أن تراعي حوارات القاهرة بعض القضايا الهامة التي تعتبر في صلب الموضوع وهي:

أولا: ضرورة أن تمهد هذه الحوارات لحوار أكثر عمقا يأخذ البعد الاستراتيجي في الحسبان وأن تكون بداية حقيقية لعمل فلسطيني جماعي مبني على قاعدة أن فلسطين أهم من الجميع.

ثانيا: أن تأخذ هذه الحوارات بالاعتبار أهمية التطورات السياسية والإقليمية والعالمية وأن تكون منفتحة على أي مبادرات سياسية ذات علاقة بالقضية الفلسطينية والحلول المقترحة.

ثالثا: للوضع الفلسطيني خصوصيته من مختلف النواحي فلا يجب أن نقوم باستنساخ تجارب أخرى مهما كانت قريبة أو بعيدة فلكل شعب ظروفه الخاصة.

رابعا: إن الشعب الفلسطيني ينظر بترقب وأمل شديدين لما ستنتجه هذه الحوارات لذلك فلتكن الصورة الخلفية على طاولة الحوار هي عدم إعادة الشعب الفلسطيني لحالة الإحباط التي رافقت مسيرته لأكثر من أربعة عشر عاما.

خامسا: لدينا الكثير والكثير جدا من الكفاءات بل والقامات العلمية المشهود لها إقليميا ودوليا والتي يجب الاستئثار برأيها ومشورتها لكي نستطيع عبور المرحلة بنجاح إذا ما استطعنا فعلا أن نحسن التصرف هذه المرة وننجزحوارا واعيا مدركا لخطورة المرحلة سنكون قد وضعنا اللبنة الأساسية لإقامة دولة الشعب الفلسطيني الذي طال انتظارها وهذا بأيدينا نحن وليس بيد أي أحد آخر.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير