حمدي فرّاج يكتب لـوطن: أما أحمد مطر فقد استنجد بعزرائيل

25.01.2021 04:23 PM

في غضون 24 ساعة شهد الداخل الفلسطيني سلسلة حوادث أقل ما يقال فيها أنها محزنة مؤلمة حدّ الفجع، يمتد عصبها الى مرحلة بعيدة، فرضت فيها إسرائيل نظام الحكم العسكري والأحكام العرفية وقوانين الطواريء، وبعد مضي نحو عشر سنوات على اعتقادها بترويضهم و تدجينهم، رفعت عنهم تلك الأحكام ، واليوم تعود إليها من باب آخر يقود إلى الباب الأول "التدجين".

في الساعات الأخيرة قتل أحد قادة الإسلام في يافا، تم اعتقال 145 في طرعان الجليلية شاركوا في "شجار عائلي"، إصابة بالرصاص في رهط  بالنقب، عملية طعن في الطيبة بالمثلث، إحراق المجلس الإقليمي في مسعاف. وتقول الإحصائيات الرسمية والأهلية أن عدد من سفكت دماؤهم خلال العام الأخير قد تجاوز المئة، وواضح أنه يتزايد باضطراد.

ولا يختلف إثنان على أن "إسرائيل" تقف وراء هذا القتل من فوهة المسدس الكامن في دمنة "الجريمة المنظمة"، كي يستسهلوا القتل والقتل المضاد والثأر، من جهة، وتبرير عدم معرفة القتلة، من جهة أخرى، فيبقى كل شيء مفتوحا بما في ذلك فوهة المسدس الذي لا يخطيء ابدا.

وإذا ما حدّبنا العدسة قليلا، لتكبير صورة فلسطينيي الداخل، فإننا نجد فوهة المسدس مشرعة في معظم بقاعنا العربي، من العراق الى سوريا الى اليمن الى مصر الى لبنان الى فلسطين الى تونس الى السودان الى الجزائر الى السعودية الى ليبيا، منذ عشرات السنين دون كلل او ملل. مع فارق أن مكمن المسدس هذه المرة في دمنة الطائفية، التي حتى وقت قريب لم نكن نسمع عنها.

إن مسؤولية "إسرائيل" المباشرة عن هذا القتل الممنهج وزرع الرعب في قلوب الناس، ونزع الأمن من ليلهم ونهارهم، مقدمة لإعادة تدجينهم ، لا يعفيهم من المسؤولية الأخلاقية والوطنية ونشر الوعي الاجتماعي الأخوي بين بعضهم بعضا، خاصة أن تربتهم مخصبة ومخضبة بالموروث الأنساني والتقدمي الذي زرعه الآباء والأجداد فتغنينا به جميعا في الجامعات والساحات والمظاهرات: ربما أفقد –ما شئت- معاشي / ربما أعرض للبيع ثيابي وفراشي / ربما أعمل حجاراً، وعتالاً، وكناس شوارع / لكن يا عدو الشمس لن أساوم / وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم . "سميح القاسم"  . أبي من أسرة المحراث لا من سادة نجب /  وجدي كان فلاحا بلا حسب ... ولا نسب / يعلمني شموخ الشمس قبل تعلم الكتب ."محمود درويش" . هنا .. على صدوركم باقون كالجدار/  وفي حلوقكم كقطعة الزجاج ، كالصبار / كأننا عشرون مستحيل ، في اللد والرملة والجليل  . "توفيق زياد" .

أما احمد مطر فقال :  الناس ثلاثة أموات في أوطاني / والميت معناه قتيل / قسم يقتله اصحاب الفيل /  والثاني تقتله إسرائيل / والثالث تقتله عربائيل / وهي بلاد تمتد من الكعبة حتى النيل / والله اشتقنا للموت بلا تنكيل / انقذنا يا عزرائيل .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير