الانتخابات.. ودّع هواك!

19.01.2021 04:17 PM

كتب: محمد أحمد سالم

ودع هواك وانساه وانساني / عمر اللي راح/ ما يرجع تاني" ياسلام عليك يا طلب .. يا جميل.

قال : صباحك جميل ونهارك سعيد ؛ لم نسمع نكتة سياسية جديدة..او طرفة قد تسلينا رغم تكاثر ما يؤلمنا .."فمَن يطلب النكتة في العالم العربي فلا ينظر إلى الكاريكاتير، بل إلى السياسة".

قلت له : اشتهرت الكبيرة مصر ، في مجال التنكيت السياسي، وهي صاحبة تاريخ حافِلٍ بالظُّرَفاء- والأدباء  الكبار. وتميَّزت بهذا الضرب من النقد، ثم انتشر في بلدان عربية أخرى. وحب المصري خاصة والعربي بشكل عام , للنكتة راجع إلى تجربته التاريخية الطويلة التي جعلته يعيش كثيرًا من التناقضات ولحظات الانتصار والانكسار، ويشعر بالقوة والعجز في نفس الوقت، الأمر الذي جعله قادرًا على تطوير رؤية فلسفية قادرة على تقبُّل التناقضات وتجاوزها من خلال التنكيت.

قال بحس فكاهي جميل: الموضوع الحقيقي الذي يستحق النقاش حوله هو ..الانتخابات؟! فهناك اسئلة تدور فى رأسي وتسبب لي حيرة كبيرة.
فهل تشكّل ضمانة لإنهاء الانقسام ، وتوحيد النظام السياسي، والجغرافي باعتباره الهدف الأساسي في هذه المرحلة لترتيب البيت الداخلي؟ و فرصة لإعادة بناء المؤسّسات الوطنيّة وفي مقدّمتها منظمة التحرير الفلسطينيّة باعتبارها مرجعيّة الشعب الفلسطيني والممثل الشرعي الوحيد له.

- ام هدف للقوى، التي تعد نفسها الآن للمشاركة، في الانتخابات، بفعل بؤس وقسوة حياتها والأزمات التي تواجهها.. او  تكون مشاريع تخدم إحتياجات النخبة الحزبية  الضيقة، بنفس الشخصيات و البطانة / اعادة تدوير.. بأي تكلفة كانت؟ فهناك  مؤشر دال، وإجماع شعبي على ضرورة التغيير .. ضرورة التغيير بما يخدم السياق السياسي العام فى هذه  الظروف الدقيقة وغير العادية؛ مع حالة إنسداد في سبل حياة الناس، واحتمال إنفجار الأوضاع. والتى تعبر بصورة جلية ، ضرورة استبعاد كل- من عجز  في إدارة المجتمع وتقديم الحلول الضرورية.

قالت: الحكاية جد .. اتفضل.. الميكرفون معاك ! اذا كان المتحدث مجنوناً فليكن المستمع عاقلاً.

قال: بالنظرة السريعة سترينا سمات تلك  الانتخابات اذا .. تمت؟ وتلقي الضوء على الإحتمالات الآتية:

في البداية.. اكتشاف العبارات الغامضة والحجج وتحليل مصدر الغموض فيها؛ فالشعب الفلسطيني  (في 2021  غير 2007) . وسنوات الانقسام الاسود - العجاف-  التي مرت به صقلت وعيه وبينت له بوضوح لا لبس فيه من هو  المعطل ، اوحجر العثرة فى تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية،  وتحقيق حلمه في الاستقلال والوحدة  والحرية والعدالة.. فحلم الوحدة  والحقوق الشرعية والدستورية وحماية حقوق المواطن ، وتكافؤ الفرص .. هو حلم فشلنا.. ووصلنا لنهاية طريق مسدود؛ وعلى رأى الفنان الكبير محمد عبد المطلب "ودع هواك وانساه وانساني / عمر اللي راح ما يرجع تاني/ كان حلم وراح / وانساه وارتاح.. ودع هواك.. ودع". .. انتخابات ليه .. وانتخب مين؟

يجب ان تكون هذه النتيجة مقابلة ، لحجم الفعل اللامبالي المتحدي والمتغطرس القاسي من شبه/حكم نظامين !! بشخصيات حزبية مارست  سلوكيات سياسية إنتهازية، وعلى أفضل الأحوال.. سلبية، والذي لم يدع شيئا يهم الناس في حياتها وأرزاقها ومستقبلها،  لم يمسه، والذي إستهدف الشعب بإكمله تقريبا فى الداخل والخارج .

وفيما تواجهه القضية الآن هو وضع كارثي، واختفاء القضية الشريفة العادلة، عن جدول الأولويات الاقليمية، وحالة الضعف والوهن التى اصابت الجسم السياسي بسبب الانقسام ، مقابل التعنت ، الصهيوني المتمسك بسياسة فرض الامر الوقع ، وسرقة الارض وحقوق الشعب، وهيمنة اليمين المتطرف، الذي يعمل على استمرار هذا الوضع ؛ فهناك تحديات كبيرة ولكنها ليست مستحيلة.

ولا يتمثل في محاولة / عودة اخري ،لمن  يريد ان  يمثل علينا انه الحاكم   بامر الوقع  ؛ ويجمع كافة السلطات في قبضته. وينكر  ليس فقط وجود اصوات معارضة له بإي شكل أو صورة، بل يرفض وجود أي شكل من العمل السياسي، باستثناء نشاطاته الخاصة. ويتصرف ، فى كل ما تبقى من حقوق سياسية ومادية وتاريخية للشعب! وكافة القضايا المصيرية الماسة، ومصائر الناس؛ فالسمة.. الأساسية كانت .. اللعب على وتر.. انقسام المجتمع، ووضعه الدائم على حافة الهاوية، أقتصاديا وأمنيا وسياسيا واجتماعيا. بهدف استمرار الوضع الحالي.

و إنه في كل تلك الحالات، والسنوات يتمادى في إختبار صبر الشعب وتحمله، ويتمادى في غيه والإستهانة ببؤس وقسوة وعبء الحياة على ملايين البشر. واصبح الأمر  إستسهالا و إستعباطا و له مدلول سياسي يتلخص في أن هناك من  يستخف بأراء الناس والقانون  والدستور، مقابل مصالح حزبية ضيقة وحسابات، معروفة للجميع؟
 
قلت له: يعنى .. ببساطة، غياب ضغط المجتمع الشعبي/ السياسي هو السبب في كل ما يحدث لنا؟!  فعدد كبير من البشر، لا رأي لهم ولا حول ولا قوة! مفكرون وأدباء صحفيون وكتاب، فوق هذا كله، وقبل هذا كله، شعب، و شتات ، داخل وخارج ! وكان البعض منهم يلتف سريعا حول  بعص الشخصيات  ويدفع بها إلى السطح الاحداث! .. وبعد ذلك ينفض عنها بصورة أسرع بعد إن تبينت إنتهازيتها أو تخاذلها.

و البعض الاخر .. هادئا صامتا . يمارس ثنايئته الخادعة.. دعوة للتعقل والصبر والدفاع عن بعض المصالح ، فالقوة السلبية المتفرجة منذ بداية الانقسام الاسود ،  وعدم وجود قوى سياسية معارضة تمثل المجتمع اللا حزبي -  بالمفهوم الواسع للكلمة.. كانت نتيجة ، حتمية لمصادرة الحياة السياسية للمجتمع؛ منذ بداية الانقسام الاسود عام 2007 .

الحل .. الان فى يد  الشعب ، صاحب الحق المطلق في اختيار قيادته و ممثليه مع الاخذ بعين الاعتبار التجارب السابقة - الفاشلة لكل من يعد.. انه أكبر من أن يعترف بالخطأ .. او أنه فوق اللوم   والمحاسبة؟!
  فعندما تغض الطرف عن بعض حقوقك سيتجرأ الآخرين على حقك القانوني  في وضح النهار ، لا لشجاعة منهم وإنما سكوتك هو الذي منحهم التطاول علي حقوقك.. دون حياء أو خوف.

- للتذكير فقط .. في الأعراف الديمقراطية ، عادة ما يصاحب انتخاب مجلس جديد ، تشكيل حكومة جديدة.. وليست حكومات!!
- وظلت أسئلة تدور فى رأسي وتسبب لى حيرة كبيرة
-  فين النكته هنا .. يا صديقي .. نفسي اضحك.
- هقولك نكته فى المقال القادم.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير