كفر قاسم: مظاهرة أمام مركز الشرطة رفضا لتحويل المدينة "ساحة تصفية حسابات"

29.12.2020 09:47 PM

وطن: شارك المئات من أهالي مدينة كفر قاسم، مساء اليوم، الثلاثاء، في وقفة نُظمت قبالة مركز الشرطة الإسرائيلية في المدينة، احتجاجا على نية الشرطة نقل إحدى العائلات الضالعة في نزاعات دموية من اللد إلى المدينة.

وتشير التقارير إلى أن الشرطة تعتزم ترحيل إحدى العائلات من اللد إلى كفر قاسم، في أعقاب جريمتي القتل التي ارتكبتا الإثنين، وأسفرتا عن مقتل سلمان زبارقة، والفتى عمر أبو صعلوك.

واعتبر المتظاهرون أن قرار الشرطة يتضمن بعدين الأول اجتماعي يتمثل بـ"نقل المعارك الدموية إلى كفر قاسم وتحويل المدينة إلى ساحة لتصفية الحسابات"، وآخر سياسي ويتمثل بـ"الترحيل التدريجي لأهالي اللد الفلسطينيين في استغلال للجريمة، عوضا عن مواجهتها بالأدوات المعروفة".

وهتف المتظاهرون للتعبير عن رفضهم لقرار الشرطة، كذلك رفعوا لافتات كتب عليها "كفر قاسم ليست ساحة لتصفية الحسابات".

وقال رئيس اللجنة الشعبية، سائد عيسى إن "كفر قاسم لن تقبل أن تكون مسرحا لصراعات ونزاعات دموية جديدة فيها ما يكفيها، نحن طلاب حياة ولسنا مجرمين".

وشدد على أن "الشرطة مطالبة بإعادة كافة أطراف الصراع، نأمل أن تستجيب الشرطة لمطلبنا، وحن أعطينا مهلة حتى الجمعة وسوف تبقى خيمة الاعتصام قائمة حتى تحقيق المطلب".

وأشار إلى أن "نقل الأهل من اللد إلى كفر قاسم، هو مخطط تسعى إليه السلطات الإسرائيلية لاجلاء العرب عن مدينة اللد، والمدن المختلطة، وهذا أمر واضح يصرحون به هم أنفسهم".

من جانبه، قال النائب وليد طه، أن "السلطات الإسرائيلية تريدنا أن نكون متنازعين غارقين بالدماء، ولكن كل من جاء إلى هنا ليحتج يرد عليهم بأنه رافض للجريمة".

وتابع أنه "في الماضي كانوا يقتلوننا بسلاحهم، اليوم لا حاجة لذلك فنحن نقتل أنفسنا بأيدينا. لن نقبل أن يسود الجهل بلداتنا العربية، ولا نريد أن يعيش العربي تحت إجرام الجاهلين، كل من يقتل بسبب المال أو الانتقام او ما يسمى بـ‘شرف العائلة‘ هو مجرم".

وأضاف أن "كل ما نريده أن نعيش بأمان، أين المشكلة أيها المجرمون؟ ألا يقدر أحد على إيقافهم، الشرطة لم تستطع إيقاف المجرمين بل هي تسعى إلى تصديره إلى بلدات عربية أخرى".

بدوره، قال الشيخ إبراهيم صرصور إن "مجتمعنا ليس عنيفا، أكثر من 98%؜ من مجتمعنا مسالمين، يريدون الحياة الكريمة، لأن مجتمعنا يرتكز في ثقافته إلى دين، وفي صلبه التعامل الحسن والتسامح، ولكن شرذمة تعبث بأمنه".

واعتبر أن "المشكلة تكمن في، عائلات الإجرام، والإجرام المنظم وهذه ليست مسؤوليتنا إنما مسؤولية الدولة".

وختم بالتشديد على أن "هذه الفضيحة (الجريمة في شارع 6 وسط توفير ‘حماية شرطية‘ للضحايا) التي وقعت أمس تشير إما إلى الإهمال، وهذا مستبعد، وإما إلى التواطؤ مع قضايا العنف والجريمة، وهنا يجب ان تكون قرارات سياسية عليا بتصفية منظمات الإجرام. ما لم تم إصدار قرار بهذا الشأن لن يتغير شيئا".

وشدد المشاركون في التظاهرة، أن خيمة الاعتصام ستبقى منصوبة قبالة مركز الشرطة إلى حين إخراج الأطراف المتورطة في النزاع الدموي الحاصل بين العائلتين من كفر قاسم، من المدينة.

وفي وقت سابق، اليوم، ذكرت بلدية كفر قاسم في بيان أصدرت بهذا الخصوص، أن "بلدية كفر قاسم تتقدم بالتعازي لعائلات القتلى في اللد ولن تقبل بنقل معارك الثأر إليها مهما كلف الثمن. منذ ساعات الصباح يتابع رئيس البلدية وبالتنسيق مع اللجنة الشعبية، الأحداث المتسارعة والدامية التي تعصف في مدينة اللد، خاصة بعد تناقل وسائل الإعلام لاسم مدينة كفر قاسم وربطها بالحدث المؤسف الذي أودى بحياة قتيلين وفرضية إمكانية نقل أحد طرفي النزاع إليها".

وأكدت البلدية أن "مدينة كفر قاسم قاطبة لن تقبل أن تصبح أسيرة عمليات ثأر وساحة معارك تهدد أمنها واستقرارها. وعليه فقد توجه رئيس البلدية للشرطة وأبدى رفضه القاطع لنقل العائلات المتورطة، وتحميل الحكومة مسؤوليتها في الحفاظ على أمنهم وعدم نقل المعركة إلى بلدات مجاورة".

وختمت بلدية كفر قاسم بالقول إن "مخاوف الآباء والأمهات في المدينة له ما يبرره، ولكننا أيضا بحاجة لأن نكون موحدين من خلف اللجنة الشعبية، لمواجهة أي طارئ قد يحدث دون مشاورة أحد. تؤكد البلدية رفضها القاطع لهذا التعامل مع المواطنين العرب والتعاطي معهم على أنهم إما أن يقتلوا وإما أن يتم تهجيرهم، وسيتم الوقوف أمام أي محاولة للنيل من مكانة هذا البلد وأمنه وتاريخه المشرف الذي عرف بدماء شهادئه الأبرار".

وكانت اللجنة الشعبية في كفر قاسم قد أصدرت بيانًا بعنوان "أمن وأمان كفر قاسم ومصلحتها فوق الجميع"، أمس الإثنين، قالت فيه إنه "لا يخفى عليكم ما آلت إليه الأوضاع في مدينتنا الحبيبة في السنوات من استفحال ظواهر العنف والجريمة بدرجةٍ دفعت كل الخيرين، وهم الأكثرية الساحقة من السكان، إلى التنادي لحمايتها وتخليصها من هذه الآفات التي أساءت لسمعتنا كبلد الشهداء والدعوة، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لوقف التدهور ومعالجة الأوضاع بما يليق بديننا وتقاليدنا وأعرافنا الجميلة".

وأضافت أنه "تناقلت وسائل الإعلام خبر مقتل شابين من مدينة اللد، والذي جاء كما نُقل في الخبر ساعات قليلة بعد مقتل آخر في نفس المدينة. كان الأمر مفاجئا لنا من ناحيتين. الأولى، أن عملية القتل وقعت بينما كان الشابان في حماية ثلاث سيارات للشرطة، فشل عناصرها في منع الجريمة، كما فشلوا في القبض على الجناة. الناحية الثانية، الزج باسم كفر قاسم في ثنايا خبر الجريمة، حيث جاء أن الشرطة كانت ترافق الشابين ‘المهددين بالقتل’ لنقلهما إلى كفر قاسم!".

(عرب48)

تصميم وتطوير