كورونا تُفقد احتفالات رأس السنة بهجتها في غزة

28.12.2020 02:28 PM

غزة – أروى عاشور – وطن:

منذ بداية شهر ديسمبر من كل عام، تتجهز المحال التجارية والسياحية في قطاع غزة لاستقبال العام الجديد، وتضع الزينة الحمراء ومجسمات بابا نويل على أبوابها، احتفالا برأس السنة الميلادية، إلا أن هذا العام 2020 الأول الذي تنطفئ فيه شمعة الاحتفالات، بسبب فيروس لا تراه العين المجردة، لكنه أهلك الكثير من الأجسام، وأودى بحياة الكثيرين ممن نحبهم.

كاميرا وطن تجولت وسط مدينة غزة، مرورا بسوق الرمال المشهور باكتظاظه في الأعياد والاحتفالات الموسمية، لتكشف التأثير الاقتصادي الناجم عن تفشي فيروس كورونا على الوضع الاقتصادي المتدهور في المحلات التجارية داخل أسواق المدينة.

"محمد حمودة " 25 عاما، عامل في إحدى محلات الشوكولاتة والهدايا، قال لوطن" الوضع في غزة في ظل أزمة كورونا صعب للغاية، نحن نجهز الهدايا لاحتفال لرأس السنة، لكن رأس السنة لهذا العام مختلف بسبب انتشار الفيروس بين المواطنين".

وتابع حمودة " المحال التجارية تغلق في تمام الساعة السادسة مساء، وفق إجراءات السلامة المعلنة، في حين أن الاحتفالات برأس السنة تبدأ في الساعة العاشرة مساء، وهذا ما يؤثر بشكل سلبي كبير على العمل في تجهيز الهدايا للمناسبة والاحتفال بها".

أما فيما يخص حجم الهدايا المطلوب هذا العام، قال حمودة لوطن، إن حجم البضاعة التي قمنا بطلبها تشكل ما نسبته 40% من المقرر أن نبيعه عن العام الماضي، ونحن متخوفين من أن لا تباع أيضا، وذلك بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا.

وأشار إلى أن هذا العام سوف يصادف رأس السنة الميلادية يوم الجمعة، فيما تقر وزارة الداخلية في غزة الإغلاق الشامل، لمنع انتشار كورونا، من مساء يوم الخميس إلى صباح السبت، الأمر الذي سيؤدي إلى تكديس البضاعة داخل المحلات، دون التمكن من بيعها.

يوافقه الرأي، أحد أشهر أصحاب محلات بيع ملابس الأطفال الجاهزة في غزة، "عبد الله بكير"، الذي أوضح لوطن، أن البضاعة تكدست في المخازن بعد أن تم استيرادها، لكنها أصبحت غير متطابقة للوضع الحالي في القطاع.

وأضاف بكير أنه وبسبب جلوس الكثير من الناس في البيوت، وعدم خروجهم منها إلا للضرورة، لم يعد أحد يطلب أطقم الهدايا حالياً، موضحا أن الوضع الاقتصادي تدهور بشكلٍ كبير في هذه الفترة، بدءا من فصل الخريف حتى الان، مع دخول فصل الشتاء ونهاية العام الحالي.

ولفت بكير إلى أنه قد أجبر على تقليل عدد العمال الذين يعملون في محله، وتخفيض رواتبهم وعدد ساعات العمل، بسبب الإغلاقات المسائية، وفي أيام الجمعة والسبت.

من جهته، بين أبو محمود جمال عكيلة صاحب محل بيت التراث الفلسطيني، أن الوضع الحالي، أثر سلبا على عمله، الذي يعتمد بشكل كبير على المسافرين من قطاع غزة، والذين يحملون الهدايا التراثية من فلسطين إلى خارجها.

وأشار عكيلة أنه في الوقت الحالي الذي يفتح معبر رفح البري مرة في الشهر بسبب انتشار فيروس كورونا، أصبح الوضع كارثي بالنسبة له، في حين أن الأمر الذي زاد طين بلة، إغلاقات المحال في الساعة الساسة مساءا.

أما في قطاع المأكولات، أكد محمد الجرجاوي، صاحب محل للعصائر والمرطبات لوطن، أن الفترة الحالية، تشهد ضعفا في الإقبال على شراء المثلجات، بسبب فصل الشتاء، إضافة إلى انتشار فيروس كورونا في قطاع غزة.

وأضاف الجرجاوي أن هناك قلقاً كبيراً ينتاب الناس من التوجه إلى المحلات التجارية، لشراء العصائر، فالكثير أصبح يفضل شراء الفاكهة وعصرها في المنزل خوفا من أن يكون أحد العاملين في المحلات من مصابي فيروس كورونا.

ويبين الجرجاوي أنه يحافظ بشكل كبير على إجراءات السلامة المعلنة من قبل وزارة الصحة، ويتلزم بالتباعد الاجتماعي بين الزبائن والعاملين في المحل أثناء البيع والشراء، للحفاظ على السلامة العامة للمجتمع.

وأوضح الجرجاوي أن فترة العمل التي أصبحت مقيدة حتى السادسة مساء وهي الفترة التي يبدأ فيها الناس بالخروج من المنازل للتنزه في وسط المدينة، أثرت بشكل سلبي وزادت الضغوط والأعباء على أصحاب المحال التجارية.

وأكد أن فرض الإغلاق في فترة الذروة الشرائية شكل ضائقة مالية خانقة على أصحاب المحلات، منوها أن انتشار الفيروس في غزة يختلف عن باقي البلدان، إذ أنه قد فرض في واقع اقتصادي ومعيشي متدهور.

تصميم وتطوير