عبد الرحمن زقوت يُجسِّد مرارة العيش في قطاع غزة بصورٍ يلتقطها

20.12.2020 08:56 PM

غزة- وطن- كامل دلول: تُوثّق التفاصيل اليومية في غزة بعدسات مصوريها، الذين ابتكروا مؤخراً لوحات فنية تعبر عمّا يدور في تلك البقعة التي يقطن فيها نحو ثلاث ملايين شخصٍ، ثلثهم يعاني مرارة الحياة دون أن يُكبِّد نفسه تغييراً، وثلثهم يحاول ليتغلب، أما الثلث الآخر فقد مات من شدة البؤس.

عبد الرحمن زقوت 35 عاماً، مصور فوتوغرافي، تخرج من كلية الإعلام بجامعة الأقصى عام 2008، وعمل مصوراً منذ أن كان يدرس أنذاك، فكان الانطباع السائد لدى صوره أنها تعبر عن الطبيعة الصامتة، سواءً أكانت مبهجة أم مؤلمة.

قال عبد الرحمن: "إن القاعدة الأساسية التي كنت أحذوها خلال مسيرة عملي هي (صور ثم حاول، ثم صور ثم حاول، لتصبح مصور)، فكنت بذلك أحاول جاهداً لتكوين هوية شخصية ليتمكن من خلالها من يتابع يرى صوري يعرف أنها لي دون الكشف عن المصدر".

وأضاف: "إن التغذية البصرية لها دور كبير في بلورة وصقل مهاراتي في التصوير الفوتوغرافي، فمطالعة الصور عبر وكالات الأنباء العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي، لها دور كبير في تطوير مهاراتي، إضافةً للمتابعة المستمرة لليوتيوب لأتمكن من التعامل مع الكاميرا بطريقة احترافية".

وأوضح زقوت أنه عانى في البداية من عدم امتلاكه لكاميرا احترافية ليلبي احتياجاته ليطور مهاراته من خلالها، كان ذلك في آخر فصلٍ دراسي له في الجامعة، تغلب على ذلك الأمر عندما تعين معيداً في قسمه "الإذاعة والتلفزيون" ليتمكن بذلك من شراء أول كاميرا احترافية.

وبين زقوت أنه كان يعاني من نظريات التنمر من المجتمع، ذلك عند الخروج لالتقاط صورٍ للطبيعة، ففي تلك الفترة لم تكن ثقافة التصوير الفوتوغرافي منتشرةً بشكل كبير في غزة، خاصةً تصوير الطبيعة.

وأشار زقوت إلى أنه من أكبر وأهم الداعمين له خلال مسيرته العملية هي والدته وذاته، ومن يؤمن بثقافة الصورة الفوتوغرافية من أصدقائه المقربين، مبيناً دعمهم وتشجيعهم بالاستمرار والمواظبة على إصدار المزيد من الاعمال ليتمكن من المشاركة في مسابقات مختلفة.

وختم زقوت بأنه يطمح لتأسيس أكاديمية فوتوغرافية في قطاع غزة، تكون مرجعية فوتوغرافية وتعطى دبلومة متخصصة في التصوير بشكل مجاني للطلبة والهواه والموهوبين.

ويذكر أن عبد الرحمن قد حصل على جائزة الصليب الأحمر الدولية في التصوير لعام 2018، وجائزة بيت الصحافة عام 2019، وجائزة مركز الإعلام المجتمعي عام 2020، كما شارك في العديد من المعارض للمحلية والدولية، ويعمل حالياً كمصور مستقل للعديد من الوكالات والمؤسسات المحلية والدولية.

 

 

تصميم وتطوير