البطالة في فلسطين وتأثيرها
كتب:مصطفى موفق التميمي
يُعبر معنى البطالة عن مجموعة الأشخاص القادرين على العمل ولكن لم يتمكنوا من العمل بسبب عدم توافر فرص العمل لهم، وتقسم إلى قسمين هما بطالة إجبارية وتكون عن طريق صاحب العمل الذي يجبر الموظف على ترك العمل لعده أسباب، وبطالة إرادية وتكون من قبل الموظف الذي يترك عمله لأن العمل لا يناسبه، وتقاس نسبة البطالة من خلال قسمة عدد العاطلين عن العمل على عدد العاملين.
ترتبط البطالة بشكل مباشر بالوضع الاقتصادي الحالي فعندما يكون الوضع الاقتصادي في مستوى عالٍ تكون نسبة البطالة بمستوى منخفض جدا وعندما يكون الوضع الاقتصادي ضعيف تكون نسبة البطالة مرتفعة بسبب عدم توافر لفرص العمل، فمثلا في الوقت الحالي ارتفعت نسبة البطالة في فلسطين بسبب الوباء الذي حصل فيها (فيروس كورونا) هذا الوباء كان تأثيره مباشر على الوضع الاقتصادي لأنه قام بتدمير أهم عامل الذي يرفع الاقتصاد وهو العامل السياحي، أيضا يوجد أسباب أخرى تزيد نسبه البطالة منها التطور التكنولوجي الذي حصل في السنوات الأخيرة الذي قام بعمل ألآت التي تحل مكان الأيدي العاملة البشرية، وسبب أخر في ارتفاع نسبة البطالة هو طلب خبرات ومهارات عالية في العمل التي لا تتوفر لدى العديد من الأشخاص.
إن تصاعد في معدل البطالة في فلسطين إلى 26.6 بالمائة خلال الربع الثاني 2020 سببه تفشي فيروس كورونا، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، الذي أوضح أن عدد العاملين في السوق الفلسطينية تراجع خلال الربع الثاني من مليون فرد إلى 888.7 ألفا، بنسبه هبوط بلغت 12 بالمائة، و تراجع عدد القوى العاملة الذين هم على رأس عملهم في سوق الضفة الغربية بنسبة 10%، بينما كان التراجع أكبر في قطاع غزة بنسبة 17% .
تؤدي البطالة إلى آثار سلبية كتدمير الفرد ماليا ونفسيا مما تدفعه للجوء إلى طرق أخرى للحصول على لقمة العيش مثل السرقة وأحيانا القتل، وتعمل أيضا على تدمير الوضع المالي في حال ارتفعت نسبة البطالة في الدولة لأن الشخص يصرف اقل من معدله الطبيعي لأنه لا يوجد دخل مالي لديه، وتعمل البطالة أيضا على تدمير القطاع التعليمي لأن العديد من الأشخاص رفضوا التعليم في الجامعات بسبب عدم توافر فرص عمل بعد تخرجهم من الجامعات، وأيضا تؤثر البطالة على نسبة الهجرة فتعمل على زيادة نسبه الهجرة إلى المناطق التي تتوافر فيها فرص أوسع للعمل، ويخسر الفرد مهاراته نظرا لعدم ممارستهم في العمل الأمر الذي ينعكس سلبا على الفرد في حال تم حصوله على فرصة عمل.
لابد من وجود أفكار وحلول يمكنها تقليل نسبه البطالة ومن هذه الأمور توسيع القاعدة الإنتاجية الدارجة في المجتمعات مما تعمل على زيادة فرص العمل، محاولة زيادة سياسة وقطاع التعليم باحتياجات السوق لرفع نسبه فرص العمل، تطوير ورفع كفائه الموارد البشرية في المجتمعات، ومطالبة الدولة لعمل مشروعات نافعة تزيد نسبة فرص العمل للشباب، وتنشيط المناخ الاقتصادي وتطوير أساليب وطرق العمل والتعليم التي توفر فرص عمل جديدة .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء