بالصور... جولة في مهرجان 'نوّار نيسان'
27.04.2013 05:58 PM
في"حارة الشقرا"، التصقت البيوت -التي رممت قبل سنوات عدة- ببعضها، لتشكل معًا بناءً واحدًا، لا يرى مالكوه الذين هاجروا إلى أمريكا وأجرّوه منذ قرابة الـ 40 عامًا، اليوم، الاحتفاء بالثقافة الفلسطينية من المسرح ومسرح الدمى، والغناء والرسم والتصاميم الورقية والتصوير، حيث يُزهر نيسان فيه بين الأصالة والمعاصرة.
تسير الطفلة مها أبو عجاج مزهوّة بفستانها، وحين يسألها أحدهم "ما دورك في المسرحية؟"، تجيب بابتسامة خجلى "الأميرة".
تقول لنا مها: أمثل دور الأميرة في مسرحية القنديل الصغير، المأخوذة عن قصة لغسان كنفاني، التي يوصيها والدها قبل وفاته أن تقضي حياتها داخل صندوق خشبي معتم.
وديكور المسرح، صمم في أساسه من صناديق وألواح كرتونية، أتاحت للأطفال التفاعل مع أحداث المسرحية عبر النظر من فتحات في الصناديق، تمثل نوافذ في سور القلعة الذي يحيط بالأميرة.
وعلى طاولة قريبة من المسرح تُباع كتب للأطفال واليافعين من إصدارات مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، حيث تحلّق الأطفال حولها يسألون "بكم هذا وهذا؟".
وعلى طول الطريق بين الزوايا المختلفة، يتوزع الأطفال بين شبان وفتيات يرسمون/ن على الوجوه بالألوان المائية، وآخرون يساعدونهم في رسم لوحة أو التعبير عن أنفسهم برسم ما يمثلهم، دون أن ننسى شجرة الأماني، التي حملت على أغصانها بطاقات ورقية تحمل كلّ منها أمنية لطفل أو طفلة، منهم من رأى نفسه مهندسًا أو طبيبًا بعد سنوات، ومنهم من رأى فلسطين حرة من قيود الاحتلال، أو الأسرى خارج السجون.
في انعطافة إلى اليسار، تبرز لافتة متكئة على عداد مياه لأحد بيوت الحارة، كتب عليها "قنديل العلم والخيال"، الذي يضم زوايا عديدة تهتم بالثقافة العلمية، هي: الكيمياء المرحة، والعلم الجنائي، وتاريخ الطيران، ومعرض الكاميرات والنظام البيئي الصغير.
وحول ذلك تخبرنا الباحثة في مشروع "وليد وهيلين القطّان" لتطوير البحث والتعليم في العلوم، الشابة بيسان بطراوي، عن النشاطات في الزوايا: التفاعل بيننا والأهالي مع اطفالهم أكثر من رائع، فهم يؤدون التجارب العلمية البسيطة بأنفسهم، ويستكشفون نتائجها، دون توجيهاتنا، وهذه التجارب يمكن تطبيقها في المنزل.
وتضيف: الخيال أساس العلم، ومن هنا تنطلق أفكارنا، التي تتفق مع شعار المهرجان لهذا العام وهو (الخيال والفنتازيا).
نستكمل الجولة، وإذ برجل يرتدي ثيابًا تلفت الجميع، وتشد أكثرهم لالتقاط الصور معه، إنه الحكواتي صاحب صندوق "العجب" عادل الترتير، الذي يخفي في صندوقه حكايات من الموروث الشعبي عبر مجموعة من الصور، ينظر إليها الطفال تباعًا، ليروي بدوره الأحداث على مسامعهم.
العائلات، أو كما يبدو، الأمهات وأطفالهن، ما زلن يتوافدن تجاه الزوايا المتعددة للمهرجان، التقينا منهن، نانسي حامد التي عبرت عن سعادتها بالمشاركة، لافتة أن ابنها الأضغر أكثر من تفاعل مع العروض من الآخرين من أبنائها.
أما نسرين فارس، قالت "الأطفال سعيدون وغيرّوا الروتين اليومي، فمنذ مدة لم تقم كهذه الفعاليات"، داعية القائمين على تنظيم المهرجان إلى الإعلان بشكل أكبر عنه عبر وسائل الإعلام، فهي "لولا تواصلها مع مؤسسة تامر لن تعرف به" ومشجعة استمرارها، حيث تنوعت فيها الأنشطة التي تناسب كافة الأعمار، كما تقول.
من هذا؟ يبدو مهرجًا، لكنه يمثل مسرحية أمام عشرات الأطفال الذين ضحكوا بصوت مرتفع أمام مشهد وقوفه داخل "حاوية قمامة". الاقتراب أكثر يعرّفنا أن المسرحية التي يصوغها بشكل تفاعلي بينه والأطفال تدعو إلى الحفاظ على البيئة.
ها هي فرقة موسيقية تُعدّ نفسها لعرض آخر، والشمس تختال على وجوه الأطفال المنتظرين، دون أن تخدش فرحتهم.
يقول محمد القاضي (10 أعوام)، وهو يمسك بيساره قنديلًا صنعه قبل قليل من الورق: الآن أرسم جامعًا، وذهبت إلى كل النشاطات في المهرجان.
وقالت منار حمدان (11 عامًا) إن أكثر ما أحبته في الفعاليات كان المسرحية، لأنها جعلتها تضحك، وكانت شهد ماهر (7 أعوام) خجولة في التعبير عمّا أسعدها في المهرجان، لتسألنا في ختام جولتنا "أين أرى اسمي؟ فابتسمت لها ودوّنت (وطن) ستجديننا بسهولة عبر جوجل".
تصوير: رحمة حجة