معارض يضمن للغرب امن اسرائيل في سوريا الجديدة

23.04.2013 06:37 PM
وطن للانباء - وكالات : كتب احد المعارضين السوريين وهو عبدالحميد سليمان، مقالا في صحيفة الحياة اللندنية، تحدث خلالها عن علاقة الازمة في السورية بالغرب، مشيراً في مقاله للغرب ان سوريا الجديدة ستضمن الامن لاسرائيل.

وقال سليمان في مقاله "لماذا لم يقتنع الغرب بعد بضرورة التدخل في سورية سواءً عبر الغطاء الجوي "المكلف" أو حتى عبر التسليح "الأقل كلفة" بما يحسم المعركة لمصلحة الثوار السوريين؟ أبعد من هذا، لماذا ترى الحكومات الغربية أن مصلحة شعوبها تكمن في إبقاء التوازن الراهن في سورية مع ما قد يحمله في الأفق المنظور من إرهاصات صوملة، بلقنة، أو حتى عرقنة، على أن تتدخل لحسم الأمور كما فعلت في ليبيا لمصلحة الثوار؟ أيضاً وأيضاً، لماذا لمّا يزل الغرب ومعه إسرائيل يرون في النظام الحالي، بقاياه المتهرئة على الأقل، أو حتى في الفوضى المحتملة عن بقائه فترة أطول، ضمانةً أكثر من النظام الذي قد تنتجه الثورة السورية؟ ولماذا يصرون بالتالي على إشراكه أو حتى بقاياه في الحل السياسي المُزمع؟"

ويضيف الكاتب " إذن، لا بد أننا ارتكبنا خطأً كبيراً في مكان ما، ربما أننا لم نطمئن الغرب بما يكفي إلى أن سورية ديموقراطية ومن دون الأسد ونظامه ستكون أفضل للغرب ومواطنيه، وربما لم نؤكد للساسة الغربيين أن الديموقراطيات لا تتحارب، وأن أمن إسرائيل بالتالي محفوظ، هذا إن لم نقل أنها ستغدو أكثر أماناً بجوار سورية ديموقراطية عما هي عليه بجوار سورية الأسد، أو حتى بجوار سورية مدمرة وتعمها الفوضى، وربما أن الغرب يحتاج أكثر من التطمين، الدوران في فلكه الإستراتيجي ربما، وربما الخضوع لبعض رؤاه في ما يخص التموضع الخارجي للسياسة السورية المقبلة، ولمَ لا؟ أقلّه في البداية، وأقلّه ريثما نقف على أقدامنا ونحسن وضعنا في التفاوض المحتوم المقبل الذي سيخوضه أبناؤنا غداً بعد عقود، وهم يمتلكون بُنى وطنية قوية على ما نرجو، والأهم على ما نعمل."

ويتابع "يقع اليوم على كاهل الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة، المجلس الوطني والقوى السياسية الأخرى، الجيش الحر، قيادة أركانه، قادة الكتائب المنضوية تحت لوائه، وكذلك التنسيقيات والمجالس المحلية في مناطق الداخل المحررة، وتلك التي لم تزل تحت سيطرة النظام، أن تتوافق على رؤىً وطنية واضحة للحل، تسلسل واضح للقيادة، وعلى طريقة للخروج من هذا المأزق الوجودي الخطير الذي تعبره البلاد، إذ لم يعد من المقبول التحجج بعدم ملاءمة الظروف أمام الهول الراهن، هذا واجبها على أي حال تجاه الناس الذين قبلوا وعد الثورة السورية، وانحازوا إليه على رغم الوبال الأقصى الذي كان يتهددهم به النظام إن هم أقدموا على هذا الفعل. لقد غدا من الواجب على الثورة السورية أن تمارس السياسة، وأن تكون غاياتها النهائية أقلّه لأبنائها واضحةً بيّنة، اللّهم إلا إذا كان المطلوب لثورة السوريين بما تمثله من تضحيات أن تغدو خبط عشواء، لا تدري أيان تمضي، وتنوي على سذاجة الطرح أن تُسقط النظام بالمصادفة."
تصميم وتطوير