شوق.. ببسطة صغيرة تجمع قوت يومها

28.10.2020 03:53 PM

غزة- وطن- أحمد مغاري: تزداد الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، تدهورا يوما بعد يوم، إثر الإجراءات التي تفرضها الحكومة بسبب انتشار فيروس كورونا.

وبالرغم من إصدار تعليمات بتخفيفها مؤخرا، إلا أن الخسائر في كافة القطاعات كانت كبيرة على كاهل المواطنين، نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب أساسا.

شوق الأقرع "40" عاماً، تعمل على بسطة لبيع الملابس في أحد الأسواق في غزة، لتكسب قوت يومها في ظل قسوة الحياة التي أجبرتها على العمل منذ نعومة أظافرها، إلا أن جائحة كورونا أفقدتها توازنها بسبب الخسائر التي تكبدتها.

تروي شوق لوطن كيف ورثت بسطة الملابس عن جدتها التي كانت تسترزق منها منذ قديم الزمان، حيث كانت تذهب المدرسة لتقلي دروسها وتعود لمساعدة جدتها في البيع إلى أن توفيت الجدة في يوم من الأيام وبقيت بسطة الملابس الشيء الوحيد الذي ورثته من بعدها.

وقالت شوق "كنت أعود من المدرسة يوميا أساعد جدتي في البيع، إلى  أن تدنى المستوى الدراسي شيئا فشيئا، حتى أنني رسبت عدة مرات"، مضيفة إنها حاولت مرارا العودة للدراسة لكن لم تستطع.

لكن ما حدث بعدها، لم يكن شيئا سهلا يمكن أن تعيشه شوق في ظل الحياة الصعبة والمتدهورة في قطاع غزة، فسوء الحالة الاقتصادية جعلها تندم على خروجها من المدرسة، لتبقى هذه البسطة مصدر رزق بسيط يعيلها.

وأضافت شوق أنه في البداية كانت ترى نظرات استغراب من الناس بسبب عملها على بسطة في السوق، لكن مع مرور الوقت اعتادوا على رؤيتها تبيع الزبائن، وقالت "يجب أن أعمل حتى لو جنيت القليل لأعيش".

وأشارت شوق إلى أن الوضع زاد سوءا بعد انتشار فيروس كورونا في غزة، حيث كانت من أكثر المتضررين بسبب الجائحة التي ألمت بالمواطنين في القطاع، ولم تستطع على العمل بأي مكان اخر لتكسب قوت يومها.

تعاني شوق من تراكم الديون الكبيرة على عاتقها لأصحاب التجار، التي تشتري منهم البضاعة، لكن إغلاق الأسواق والمحال التجارية منعها من البيع بشكل طبيعي، الأمر الذي زاد الحالة سوءا وكبدها الخسائر المالية.

وطالبت شوق كافة المسؤولين وأصحاب القرار بالوقوف بجانب أصحاب البسطات الذين تكبدوا خسائر كبيرة، مفيدة أنها خسرت أكثر من 1500 دولار، والتي تأمل أن يتم تعويضها.

تصميم وتطوير