"دميتي من القماش" مشروع منزلي صديق للبيئة بدأ مع إغلاقات كورونا

25.10.2020 01:45 PM

الخليل-وطن- آلاء الزرو: بماكنة خياطة يفوق عمرها الـ٥٠ عاما و مواد بسيطة من المنزل ، خاطت سهيلة الزرو (٣٥عاما) من مدينة الخليل أول دمية من القماش ومنها بدأت مشوارها.

نالت الدمية الأولى استحسان ابنها، وحظيت باهتمام كبير منه، ما جعلها تفكر بصنع دمى منزلية من القماش و صديقة للبيئة لجميع الأطفال.

تقول سهيلة لوطن، إن فكرة الدمى البلاستيكية المستوردة التي تباع بشكل اعتيادي بالسوق مؤذية للبيئة، خاصة أنها لا تدوم في أيدي الأطفال ما يدفع الأهالي لشراء كمية من الدمى البلاستيكية وإتلافها، ما يؤثر على البيئة نظرا لأن البلاستيك صعب التحلل.

وتضيف "عندما فُرض الحجر الصحي على المواطنين في الخليل، وصنعت هذه الدمية التي نالت على استحسان ابني، خطر ببالي وبال زوجي أن نصنع الدمى لجميع الأطفال".

وهو ما يؤكده كرم سلطان الذي دعم فكرة زوجته وساعدها على تنفيذها، قائلاً لـوطن " قمنا بإصلاح ماكينة الخياطة التي كانت تقتنيها والدتي، ولأن لي خلفية بالخياطة أصبحت أخيط الدمى مع زوجتي، وبدأنا بالمشروع سويا".

وتوضح أن البداية بالمشروع كانت عندما فرضت الحكومة الحجر الصحي بسبب تفشي فيروس كورونا منذ شهر آذار من العام الحالي، حيث أُغلقت المدارس، وتم تعطيل جميع الأنشطة الاجتماعية.

وتضيف حول الصعوبات التي يواجهها المشروع "من جهة شح المواد الخام في السوق، حيث لا يتوفر ألوان القماش المطلوبة والمرغوب للأطفال، وعند توفرها نجد أن سعرها عالٍ نسبيا، ما يجعل تكلفة الدمية أعلى من الدمى البلاستيكية الصينية مثلا، مع العلم أن جودة الدمى المصنوعة من القماش افضل".

و بعد نشر إعلان للدمى الجاهزة عبر صفحة على فيسبوك تحمل اسم المشروع، لاقت إقبالا من بعض الأهالي، وتضيف الزرو:"ظروف كورونا ساعدتنا بتوفير الوقت، لكن الظروف المالية لدى الجميع صعبة، وهو ما يجعل الأهالي يرددون بشراء الدمى كونها ليست من أساسيات المنزل".

وبالرغم من قضاء أكثر من اربع ساعات في صنع الدمية الواحدة يقول سلطان:" لقد اعجبني هذا المشروع الصديق للبيئة ، وهو شيء خارج عن المألوف وروتين الحياة، حيث اعمل انا وزوجتي في وظيفة حكومية ثابتة، ورسالتي للجميع أن لا يقف بوجه موهبة رآها في زوجته او ابنته، ومن الجميل أن يقف معها يدا بيد".

وبحسب مؤسسة المواصفات والمقاييس، قالت الموظفة في مشروع "ميثاق جودة الصناعات الحرفية" التابع للمؤسسة ابتهاج مقبل لوطن، إن هذه الحرفة من الحرف التقليدية الفلسطينية التي يجب الحفاظ عليها، وهي من الحرف النادرة في الخليل والمعتمدة والمسجلة رسميا في اتحاد الصناعات التقليدية والسياحية في بيت لحم، والتي تبلغ 17 حرفة، و التي تم اعتمادها في ميثاق الجودة للصناعات الحرفية التقليدية الذي تقوم مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية من أجل تمييز الحرف المحلية التقليدية عن شبيهاتها المستوردة والمصنعة آليا.

وتعتزم مؤسسة المواصفات والمقاييس لتسجيل ملحق خاص بهذه الحرفة بناءً على هذا المشروع.

تصميم وتطوير