من المسؤول عن اصطفاف العمال على المعابر؟-عقل أبو قرع

20.04.2013 10:22 AM
نشاهد يوميا، وخاصة في الصباح الباكر، وبالاخص على حواجز او معابر معينة، عل سبيل المثال بين مدينة رام الله وبين القدس، ولنأخذ معبر "الجيب"، او "بير نبالا" او قلنديا مثلا، نشاهد عشرات، بل مئات من العمال الفلسطينيين الشباب، العمال مصطفين في صفوف طويلة، وفي معابر ضيقة، ولا نشك ان معظم هؤلاء الشباب قد امضوا سنوات عديدة في التعلم، وان جزء منهم يحمل شهادات جامعية وفي مجالات متنوعة، ومن الواضح ان غالبية الاعمار تترواح بين العشرين والاربعين عاما، اي اعمار الفئة من القوى العاملة المنتجة، او القوة التي يعتمد عليها الاقتصاد والتنمية والبناء والتقدم في اي مجتمع، او القوة التي تم او يتم الاستثمار فيها من قبل المجتمعات للحفاظ على تطور وحيوية المجتمع، نشاهدهم مصطفين وينتظرون الاذن بالتحرك، سواء فرادى اوعلى شكل اثنين او ثلاثة، او على شكل مجموعة معينة، حيث يعبرون وينتظرون ارباب العمل من الجهة الثانية وهكذا دواليك، كل يوم تقريبا، وبشكل يدعو الى التساؤلات، والحزن على هذا المنظر المتواصل وبشكل يومي.

ومن ضمن هذه التساؤلات، من المسؤول عن هكذا وضع، وعن استمرار استنزاف طاقات من الشباب، في بلد اخر غير بلادنا، يمكن من السهولة استغلالها بشكل افضل، ولو نظرنا الى الموضوع من حيث توفير البدائل من عدة زوايا، من الناحية الاقتصادية المحضة، ومن خلال الاستثمار في مشاريع محددة، مصنع مثلا، برأسمال يتطلب عشرة او عشرين مليون دولار مثلا، كفيل بتشغيل خمسين او مائة من هؤلاء العمال الشباب اليافعين، ولو حتى بتكلفة اقل، سواء اكانت ثلاثة ارباع او حتى نصف ما يتقاضونة من الجانب الاخر، مع الاحتفاظ بمعاني الكرامة والانسانية والاحترام، ومع الشعور بأن ما يتم من العمل يتم لصالح البلد والتنمية، اي لصالح بلد العامل نفسة، واذا لم يكن واقعيا انشاء مصنع مثلا، فماذا عن العمل لانشاء او لتسهيل العمل في مشاريع في الزراعة مثلا، او في المجالات الجديدة الصاعدة والواعدة، كمجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والنظيفة، وغير ذلك من المجالات الممكنة وغير المكلفة.

وسمعنا ونسمع عن العديد عن صناديق او عن هيئات التشغيل، وبالاساس للشباب، وبالاخص لتوفير فرص عمل لمن يعمل في المستوطنات او ما يتبعها، وسواء اكانت هذه الصناديق تنضوي تحت هيئات رسمية كوزارات او غيرها، او هيئات تنموية عامة، او حتى نتاج مشاريع لمنظمات دولية متعددة، تعمل اوتهدف لتشغيل العمال الفلسطينيين، وبالتالي فأن كل هذه الجهات لمدعوة للقدوم ليوم او لبضعة ساعات ومشاهدة تكدس وتصرف وردات فعل العمال على الحواجز، سواْ اكانوا عمالا ذكورا او اناثا، وبعد المشاهدة فأن هذه الصناديق لمدعوة لاستخلاص العبر والنتائج واجراء عمليات التقييم وخاصة تقييم نتائج وتأثير ومدى فعالية ما قامت وما تقوم بة، وبناء على ذلك اعادة جدولة برامج او مشاريع، والاهم دراسة مدى جدوى ما قامت وتقوم بة، من تشغيل وتوفير معاني الكرامة والانسانية ومبادئ حقوق الانسان لهذه الفئة او الشريحة من الشعب الفلسطيني، التي تكدح ومن خلال الوسائل المتوفرة، لتوفير العيش الكريم، والتي وان وجدت بدائل اخرى وحتى بعائد اقل، لربما تكون مستعدة لترك عناء الانتظار والتكدس والاستجداء المتواصل والمحزن.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير