يستصلحون أراضيهم الزراعية وينفقون ريعها على المعوزين.. "قيرة" التي لا ينام فيها فقير جائعا!

29.09.2020 01:54 PM

سلفيت-وطن-عماد شاهين: بادرت مجموعة من الشبان في بلدة قيره إلى الشمال الشرقي من محافظة سلفيت، بتشكيل لوحة فنية فحواها تضامنٌ اجتماعيٌ جُسِدَ على أرض الواقع من خلال استصلاح أراض زراعية، توزع ناتج محصولها من الخضراوات على الفقراء والمتضررين من جائحة كورونا والعاطلين عن العمل، حيث ارتفع عدد العاطلين عن العمل في فلسطين عامة خلال الربع الثاني من العام الحالي إلى 26.6%، مقارنة مع 25% في الربع الأول بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وسط تأثير سلبي لتفشي فيروس كورونا على الوظائف.

عرضت الفكرة على مجلس قروي قيره، وبعد الموافقة عليها تبنى المجلس المبادرة وقاموا بتأمين قطعة أرض تقدر ب (10) دونمات من أحد المتبرعين من أبناء القرية، وتم استصلاح (5) دونمات من الأرض ومدها بخط كهرباء وماء، وزرعت ب (18) ألف شتلة، (16) صنفا من الخضروات الصيفية وهنالك استعدادات لزراعة الشتوية.

بلغت كمية المحصول منذ بدايته في شهر آذار إلى اليوم (6.5) طن، وزع منها (4.5) طن على المواطنين وتم بيع (2) طن لتسديد فواتير خطوط الماء والكهرباء، تقول عيشة نمر، رئيسة مجلس قروي قيرة لوطن:" نعاني من ارتفاع سعر مياه الري ونمتلك في هذه المنطقة (7) آبار ماء، نطلب من المؤسسات الداعمة أن يقوموا باستصلاحها لتساعدنا في ري المزروعات، وتسهل علينا تنفيذ طموحنا في توسيع المساحة المزروعة، ليستفيد منها المواطن وكمصدر دخل للمجلس القروي."

أضافت نمر:" أتمنى أن تعمم هذه المبادرات على كافة الوطن وأن تلقى الدعم والاهتمام من الحكومة الفلسطينية؛ لأن هذه الأعمال تخفف عن الدولة ويتكاتف أبناء المجتمع مع بعضهم".

الجهد المبذول في هذه المبادرة من أبناء القرية كبيرا جدا، فقد كان يصل عدد المتطوعين في بعض الأيام إلى (50) شخصا، يقومون بعملية الحراثة والزراعة والتنقيب، وقد تصل ساعات العمل إلى الواحدة فجراً، أشارت نمر عبر وطن:" أن الدعم المقدم من وزارة الزراعة لم يكن كافياً، وكان الاعتماد على أهل القرية بأنفسهم، من حيث توفير الأشتال وخزانات وخطوط الماء، وكل ما يلزم."

وحول آلية توزيع المحصول قال ممثل الشباب في المبادرة وعضو المجلس القروي غانم عرباسي: تم توزيع المحصول على معظم أهالي القرية وكان الجزء الأكبر للعائلات المحتاجة، وما تم بيعه للمقتدرين كان بالسعر الزهيد، على سبيل المثال كيلو الخيار (1) شيقل والبندورة (2) شيقل على أساس أن يكون هناك دعما لاستمرار المشروع.

وتابع عرباسي:" نحن نعيش تحت احتلال وبحاجة من الجميع لتقديم مبادرات ذاتية، ونتمنى هذه الفكرة أن تعمم وأن نقوم بأعمال تطوعية من قبل الشباب حيث أن هناك طاقات دفينة يجب أن تستغل بشكلٍ صحيح، وبث روح العطاء فيهم، وعلى كل من لديه علاقة في مجال الزراعة مثل وزارة الزراعة أن تمتلك في مؤسساتها فرق تعبوية تحث المواطنين على العودة إلى زراعة أراضيهم كونها مصدر رزق حيوي للإنسان". 
    

تصميم وتطوير