يناشدون مؤسسات الآثار عبر وطن للاهتمام بمشروعهم.. سواعد شباب "اسكاكا" تعيد لـ "الراوية" رونقها!

23.09.2020 11:09 AM

سلفيت-وطن-عماد شاهين: وأنت تسير فيما تبقى من البلدة القديمة في قرية "اسكاكا" قضاء سلفيت، ترى بعينيك بضعاً من البيوت الأثرية المتهاوية، وأخرى تسمع صوت أنين أبوابها البالية، في نهاية دربك تجلس على صخرةٍ سقطت من شُرفةٍ عالية، وتقول متألماً ما حل في هويتنا السامية، صدفة تشرق شمس "رَاوِيَة".

رَاوِيَة مجموعة شبابية تضم ستة من شبان البلدة، تشهد لهم حجارة جدران مضافة الرَاوِيَة جميل ما صنعوه من إصلاح وترميم وتشيد لبعض بيوت البلدة القديمة، وإعادة حضارة المكان إلى عراقته وجماله القديم، رسالة منهم على أهمية الحفاظ على هوية وتاريخ فلسطين ولكن كان ذلك بأسلوبهم الخاص.

لا يكاد يخلو كل إنجازٍ من العراقيل التي توضع في طريق النجاح، لكن بإصرارهم وشغفهم في خدمة بلدتهم وأهلها تجاوزوا كل الصعاب، التي لم تكن بالهَيّنة؛ قُرابة التسعون يوماً من التخطيط والتفكير والعمل الدؤوب، كَسَروا فيها الرهان على فشل المبادرةِ، وتخطوا العائق المادي باقتطاع ما تيسر من رواتبهم الشخصية في سبيل تمويل عملهم.

وأشار علاء الديك أحد أعضاء شباب الرَاوِيَة خلال لقائه مع وطن:" إن ما تم إنجازه إلى الآن عبارة عن 20% فقط مما خطط للقيام به في الأيام القادمة، حيث إنهم يطمحون بإنشاء متحفٍ أثري، ومكان ترفيهي للأطفال وبرك للسباحة، والكثير من المشاريع التي تعود بالفائدة على بلدتهم، موضحاً بأن القرية تفتقر لفرص العمل والأماكن الترفيهية وهم بحاجة ماسة لذلك".

جاء الاسم الذي أطلق على مبادرة الرَاوِيِة، وهو مصطلح اعتاد أجدادنا أن يطلقوه على مكان تخزين الطعام والحبوب الموجودة في البيوت القديمة، وتحمل معنى أخر للمكان الذي كان يجلس فيه الحكواتي الذي يقص عليهم الروايات. 

وناشد الديك المؤسسات الداعمة لهذه المشاريع مثل مؤسسة رواق ورؤيا أن يساندوهم لاستكمال ما بدأوا به بكافة الأشكال والأدوات، مؤكداً على أهمية الحفاظ على تراثنا وهويتنا الفلسطينية التي تزيد عمرها عن عمر الكيان المحتل، وطالب المؤسسات السياحية توجيه الزائرين لهذه المناطق التي تعتبر أماكن أثرية وتاريخية.

عندما وضِعت اللمسات الأخيرة على البيوت القديمة، صادفهم بدء العام الدراسي الجديد خلال انتشارٍ كبير لجائحة كورونا، يصل عدد الإصابات يومياً قرابة الألف، شكّل ذلك خطراً شديداً على الطلاب، مما دفعهم لإيجاد طريقةٍ تضمن التباعد بين الأطفال أثناء الحصص الدراسية، خطرت لهم فكرة تفصيل مقاعد دراسية فردية.

وقع الخيار على أحد الصفوف وبدأوا في إعادة تأهيله، من طلاء جدرانه وتزويده بشاشة عرض وجهاز تبريد، وتركيب ستائر على النوافذ والجزء الأهم، هو تفصيل (25) مقعدٍ دراسيٍ منفردٍ لكل طالبٍ على حِدى، في وقت زمني قصير لم يتجاوز ثلاث أيام متواصلة، بتكلفة (9) ألاف شيقل، تبرع من شباب الرَاوِيَة لمدرسة قريتهم.

قوبلت أعمال الرَاوِيَة بالاحترام والتقدير من أهالي القرية خلال بعض التعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي، وتشجيعهم على الاستمرار في ذلك، كما وجَّه أسامة ظاهر أحد أعضاء الرَاوِيَة عبر وطن رسالة لأولياء أمور الطلبة:" أن يدعموا شباب الراوية في إعادة تأهيل المدرسة لتكون موائمة لأجواء دراسية صحية وجيدة حرصاً على سلامة أبنائهم". 

 


 

تصميم وتطوير