إلى جانب موجة الحر.. أزمة مياه في الأغوار الشمالية والمواطنون يناشدون عبر وطن لإنقاذهم

31.08.2020 10:04 AM

طوباس- وطن- آصال أبو سارة: مع دخول الأشهر الأكثر حرارة في فصل الصيف وازدياد حاجة المواطنين إلى المياه، كونها هي أساس الحياة وأساس الاستقرار، تعاني الأغوار من صعوبة الحصول عليها، ومعاناة كبيرة لتوفير احتياجاتهم من المياه.

ورغم أن الغور الفلسطيني يقع على ثاني أكبر حوض مياه جوفية في فلسطين، إلا أن أصحاب الأراضي لا يمكنهم التحكم في أراضيهم أو بناء آبار سطحية او الحصول على تراخيص لذلك، بحجة اتفاقية أوسلو التي تعتبر الاغوار مناطق واقعة في مخطط "ج" ولا يمكن للفلسطينيين حتى ممن يعيشون فيها، الحصول على المياه للعيش.

المواطن برهان بشارات القاطن في خربة مكحول يروي وطن معاناته في الحصول على المياه لسد حاجته اليومية قائلاً:" الحصول على المياه في الاغوار بات أشبه بحلم، فنحن نضطر لشراء صهريج المياه من أقرب نقطة علينا بمبلغ يتراوح بين 200 إلى 300 شيكل، وهو ما يشكل عبئا ماليا كبيرا علينا."

وأضاف بشارات:" وإذا ما قررنا النظر إلى مشكلة المياه، فالشبكة هنا معدومة في الأغوار، بحجة انها منطقة عسكرية مغلقة وأنها منطقة "ج" لكن في نهاية المطاف هناك حياة تحتاج أن تستمر".

وأوضح بشارات في حديثه لوطن: " عندما يبلغ سعر كوب الماء 20 شيكل وخط المياه الناقل للمستوطنات المجاورة لا يبعد عنا سوا 100 متر، وهو خط مياه يخرج من أراضينا من منطقة تسمى العديلة وام بطمة يغذي جميع معسكرات الجيش والمستوطنات، بينما انا صاحب الحق في الأرض والمياه ابتاع الصهاريج ب 200 شيكل واحتاج كل ثلاثة أيام إلى 10 كوب، إذا فلا يوجد عدل ولا يوجد حقوق لنا كفلسطينيين".

وأشار بشارات إلى الظلم الذي يتعرض له أصحاب الأرض من صعوبة الحصول على المياه مقارنة مع سهولة حصول المستوطنين عليها، قائلاً:" إذا قرر أحدنا ان يغسل وجهه من حر الجو يفكر ألف مرة، بينما المستوطن الذي يعيش بجوارنا وعلى أرضينا، لديه ما يكفي ويزيد له ولماشيته ومحاصيله الزراعية، لافتا إلى أن ما يروي به المستوطنون محاصيلهم فقط، يكفي لسد حاجة جميع المواطنين من المياه".

وأوضح بشارات انه في حال قرر الرحيل في فصل الصيف والمكوث في أراض أخرى من الأغوار، قد يفقد أحقيته في الرجوع إلى "خلة مكحول"، وهذا ما يسعى إليه الاحتلال خاصة بعد أن هدم خربة مكحول لأكثر من مرة وصادر معدات الأهالي فيها وهجر أهلها.

وعبر بشارات عن استيائه من ضعف السلطة عن تحقيق أي إنجاز في هذا الموضوع قائلاً:" عتبنا على السلطة الفلسطينية، التي دائماً تتغنى بالأغوار وصمود المواطن في الأغوار لكن في آخر النهار يجد المواطن نفسه عطشا بلا ماء".

من جهة أخرى أكد المواطن أبو صقر في حديثه لوطن أن الشيء الوحيد الذي لا يمكن للاحتلال أن يمنعه عنه إلى الآن هو الهواء الذي نستنشق، فجميع مصادر المياه قطعها عنا، بحجة المحميات الطبيعية وتحولت إلى مستوطنات، السكن ممنوع، يطلبون التراخيص على خيم لا تكاد تقينا من الهواء".
 

تصميم وتطوير