التطبيع مع اسرائيل هو 'الأمل' لمواجهة حركات المقاطعة

14.04.2013 02:21 PM
في ظل تضحيات الشعب الفلسطيني وازدياد الهمجية الصهيونية في ممارساتها الشرسة والعنصرية اتجاه شعبنا الفلسطيني وفي ظل ويلات شعبنا وما يعانيه من تلك الممارسات وعذابات الأسرى في سجون المحتل الغاشم، يخرج علينا خبرا جديدا ولكن هذا الخبر ليس تحريرا للعيساوي ورفاقه وليس رفعا للظلم والحصار الخانق على شعبنا وليس خبرا يترجم تطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال وفي مواجهة الظلم الواقع عليه من هذا الكيان المحتل.

الخبر محصلته هي الأخذ بيد هذا الكيان لتجميل صورته ولمساندته وللعمل على رفع أرصدته الإعلامية وتقوية علاقاته في العالم لمواجهة حركات التضامن التي تمارس ضده من اجل سحب الشرعية من تحت دولتهم المزعومة وكيانهم العنصري.

هل يدرك اتحاد كرة القدم الفلسطيني واللجنة الأولمبية الفلسطينية ما هي العواقب في أن يتم عقد مباراة في تل أبيب في 31 يوليو 2013 بين فريق يضم الفلسطينيين والإسرائيليين بفريق واحد أمام نادي برشلونة.

إن هذا اللقاء وإن حدث فهو لقاء تطبيعي خالص لا يخدم القضية الفلسطينية ولا يبرهن تطلعات ولا يصب في مصلحة شعبنا الفلسطيني في التحرر والاستقلال.

فالتطبيع هو أي مشروع بين طرف فلسطين أو عربي مع طرف إسرائيلي لا يأخذ شكل مقاومة الاضطهاد الإسرائيلي ولا يكون فيه الطرف الإسرائيلي يعترف بحقوقنا الكاملة حسب القانون الدولي، وان الفكرة أيضا تتعدى من أنها فقط عمل تطبيعي وذلك لان الأمر وان حدث فهي أنكم تعملون على إسقاط ورقة كبيرة ومهمة يكسبها الشعب الفلسطيني وهي التضامن القوي والفعال في العالم الذي ينصب في دعم حركات المقاطعة BDS"".

وهي الورقة التي لم يجد لها الاحتلال لحد الآن أي حل وأصبح يجد في هذه الحركة خطراً وجوديا على كيانهم العنصري ، فلماذا تكونوا انتم الحل الذي سيسخره الصهاينة لمواجهة حركات المقاطعة.

وبأن هذه اللقاءات التطبيعية هي الخطوة الوحيدة التي يرى بها الصهاينة بأنها الطريقة الوحيدة لمواجهة هذا التضامن لأنهم لم يستطيعوا بأي وسيلة من صنع أيديهم لمواجهة حركة المقاطعة والحملات المنظمة بشكل فعال ومجدي في العالم لفضح سياساتهم العنصرية، وذلك بعد اتساع رقعة هذه المقاطعة وما تجنيه من انجازات ضخمة في العالم ككل وحركات تضامن شعبية وأكاديمية ورسمية كبيرة تعمل على عزل هذا الكيان العنصري.

فلا يحق لأي كان أن يعبث بتطور وانجازات المقاطعة وما تحققه من سحب للشرعية الصهيونية وفضح لممارستها، فيجب على الجميع مجبرين وليسوا مخيرين على احترام المقاطعة وانجازاتها والمتضامنين معها وان يلتفوا حولها ، لا أن نقوم بإجراءات لا تمثل الإجماع الفلسطيني ولا تطلعاته.

إن هذا العمل التطبيعي هو بمثابة خيانة للشعب الفلسطيني لأنه في الوقت الذي تلعبه المقاطعة في العالم و دورها الفعال في سحب الشرعية من إسرائيل والتي تعمل بكل جد على فضح صورتها العنصرية في العالم، وفي الوقت الراهن في هذه الأيام يتم تنظيم حملات لسحب الاستضافة من إسرائيل لبطولة أوروبا تحت 21 عاما وهنالك وما يحققه هذا التضامن من التفاف كبير.

واذكر منها ما يقوم به الأسير المحرر الرياضي محمود السرسك الذي هو الآن في أوروبا وما حققه من التفاف وتضامن كبير في فضح سياسة الصهاينة والعمل على سحب هذه الاستضافة وما قوبله صديقنا البطل من اللوبي الصهيوني بمحاولاتهم الفاشلة لوقف حملته هناك، ولكنهم لم يستطيعوا حتى الآن وغيرها الكثير من الحملات التي تحصل الآن في كثير من مدن العالم.

يجب أن نكون على قدر من الوعي وقدر من التضامن والوقوف في وجه أي شكل تفوح منه رائحة تطبيعية ، لا تصب ولا تخدم الشعب الفلسطيني وتضحياته، لأنه تأثيراته ستمتد بشكل اكبر من الحدث نفسه، لان الحدث ينتهي وسيستخدمه الإعلام الصهيوني في الترويج بأنهم شعب ديمقراطي ليجابه الحرب التي يواجهها في شتى العالم من متضامين وداعمين لحركات المقاطعة فمثل هذه العلاقات التطبيعية سيكون لها تأثيرات في التشكيك في إرادة وعزائم المتضامنين مع قضيتنا الفلسطينية العادلة ، فهل سنعطي الذريعة لإسرائيل أن تخرج للعالم وتقول لهم نعم لإقامة علاقات تطبيعية وإقامة بطولة شباب أوروبا في إسرائيل فقد وسبق أن الفلسطينيين لعبوا معنا صفا لصف فلا تكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين، فإن كنا نحن الفلسطينيين نبادر على مثل هذه العلاقات التطبيعية ونطلب من العالم اجمع بأن يوقفوا التطبيع ، فلا نريد أن نصنع ما لم يقدر الصهاينة على صنعه، ولا نريد من احد أن يهدم ما يصنعه غيره.

محمد ادهم ابو سمرة
ناشط في حركة المقاطعة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير