اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي ماذا بعد؟

14.08.2020 08:11 PM

 كتب عطا الله شاهين : لا شك بأن إقدام دولة الإمارات العربية المتحدة على توقيع إتفاق سلام مع إسرائيل يوم أمس كان مفاجئا للفلسطينيين، وكان له ردود  فعل غاضبة، فالفلسطينيون يرون بأن هذا الاتفاق يسيء لقضيتهم الفلسطينية، فهناك اجماع عربي على ضرورة حل القضية الفلسطينية بحل عادل عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود ال ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، ولكن ما نراه من تطبيع انما يؤثر على مواقف الدول العربية الداعمة لحقوق الفلسطينيين، والسؤال الذي يردده الشارع الفلسطيني لماذا الآن هذا التطبيع الإماراتي مع إسرائيل  يرى الكثير من الفلسطينيين والعرب بأن هذا التطبيع هذا جاء لتمرير صفقة القرن، على الرغم من أن هناك أصوات في الإمارات تقول بأن التطبيع لإلغاء الضم لأراضي الضفة الغربية، ولكن هل ستوقف إسرائيل الضم حتى لو قامت كل الدول العربية بالتطبيع معها ؟

ان اتفاق الإمارات  وإسرائيل  على تطبيع العلاقات في هذا الوقت يأتي في وقت تهدد فيه اسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية، انما يعد ضربة موجعة للفلسطينيين، لكنها تنتظر فالضم تأجل ولم يلغ..فالفلسطينيون يريدون حل قضيتهم الفلسطينية، ومن ثم لا ضير في أن تقوم بعدها الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل، أما ما نسمعه من أخبار عن إمكانية تطبيع بعض الدول العربية في المرحلة القادمة إنما يعد ضربة للفلسطينيين، لأن قضيتهم الفلسطينية تتعرض للتصفية، وعلى العرب أن يساندوا الفلسطينيين في سعيهم نحو إقامة دولتهم المستقلة، وبعد نيل الفلسطينيين لدولة ذات سيادة عبر حل كافة القضايا التي تأجلت لمفاوضات الحل النهائي .. فالتطبيع بين الإمارات وإسرائيل انما يعد ضربة للفلسطينيين، الذين يعولون على الدول العربية في دعمهم لحل قضيتهم عبر قرارات الشرعية الدولية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولا شك بأن هناك دولا عربية ما زالت مواقفها ثابتة في دعمها للفلسطيننين لنيل حقوقهم.. فالأولى أن تحل القضية الفلسطينية حلا عادلا يضمن حقوق الفلسطينيين، وعندما تحل القضية الفلسطينية  يمكن للدول العربية أن تطبع، لكن بما أن الفلسطينيين لم تحل قضيتهم بعد بحل عادل، فإن التطبيع الآن له دلالات سياسية والسلام لن يعم المنطقة ما دامت قضية فلسطين بلا حل والسؤال ماذا بعد هذا الاتفاق هل ستحذو بعض الدول كالامارات في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل؟..

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير