رسالة الفلسطينيين إلى بن زايد:

14.08.2020 03:38 PM

وطن- كتب: سكرتير التحرير: لمّا فتح الرئيس المصري الراحل السادات باب الاستسلام العربي، و"فرّ من الحظيرة" منفرداً، كما وصفه الشاعر أحمد مطر، تكفّل جنوده قبل غيرهم بإنهاء دوره، بعدما التف على انتصاراتهم، وزار كنيست الاحتلال، مسجلاً أول استسلام عربي، جاء بعد أول انتصار عربي في حرب تشرين/أكتوبر 1973 المجيدة.

بن زايد، وزير الدفاع، وصديق إسرائيل الذي لا جنود له، ولا نياشين، 70% من جيشه مستأجرين من الدول الفقيرة، كانت حربهم الوحيدة وانتصارهم اليتيم على أطفال اليمن، بتوجيهات من وزيرهم، لا أحد يتوقّع أن يضعوا حداً لخيانته مثلما فعل جيش مصر الباسل، أو ينهوا دوره في بيع فلسطين وتدمير اليمن، لأن الجنود المرتزقة بلا عقيدة وطنية، قبل أن تكون لهم عقيدة قومية. ولذلك ينام اليوم هادىء البال، بعكس الفلسطينيين الذين قرأوا بيانات التطبيع وإعلانات تبادل السفارات والطائرات، ويسألونه كيف "لا تبصر الدم.. في كل كف" تصافحها؟!

ولكن بن زايد، الذي يكتب تغريداته باللغة الإنجليزية، مخاطباً ترامب، وعينه تتملق رضى عتاة الصهيونية في البيت الأبيض، الذين يهندسون العالم العربي على مقاس إسرائيل التوراتية، وينصبّون عملائها في السودان وبحرين كوشنير ومصر السيسي وسعودية إيفانكا، لن يسمع سؤال التاريخ والإنسانية، لأن المستقبل في عينيه "صورتان" نشرهما الناطق أفيخاي أدرعي، واحدة لناطحات السحاب في تل أبيب، وأخرى لأبراج الزجاج في دبي؛ الأولى على مقابر الفلسطينيين، والثانية على الرمل، مبانٍ تعلو بعكس اتجاه الحق الفلسطيني والتاريخ.

في قادم الأيام السود، قد يزور بن زايد الكنيست في القدس المحتلة، وتمر طائرته الخاصة من فوق المجازر، ونتنياهو سيزور الإمارات علانية، ولكن التاريخ الذي يجري مندفعاً كالنهر، لا تُغيّر مساره تيارات صناعية، في مدن ما بعد الحداثة، التي باعت الإنسان وقيّمه، في مزادات المصالح... فكلّ الذين انحنوا لإسرائيل قبل بن زايد، أغرقوا شعوبهم بوعود الاستقرار والسلام، والشعوب غرقت بأزمات وفوضى وعدم استقرارا، والشعب الإماراتي المسجون بحكم المشيخة في مدن ذكيّة ترصدها الكاميرات وشركات الأمن الأجنبية والجنود المرتزقة، ربما لن يقول كلمته الآن، الشعب الفلسطيني، ومن ساحات المسجد الأقصى يتكفّل اليوم بإيصال رسالته وصوته نيابة عنه إلى بن زايد، حتى الفرج القريب.

 

 

 

 

 

 

 

 

تصميم وتطوير