حمدي فراج يكتب لـوطن: غدر وخيانة وطعنة ظهر؟

14.08.2020 10:56 AM

كل نظام عربي ، قال يوما لاسرائيل "السلام عليكم" ، لن يستطيع معارضة قرار اقامة الامارات سلامها مع اسرائيل . "وهل كانت هناك حربا بينهما ليحل السلام بعدها ؟" . واذا كان هناك من معارضة ، نقد ، ادانة ، تنديد ، فهي من باب "لزوم ما يلزم" او رفع العتب . و من هو النظام العربي الذي لم يقم علاقات فاضحة مع هذه الدولة العاتية ، و من قال ان الكثيرين منهم ليسوا في صورة هذا الاتفاق ، بل هل يملكون قرارة قراراتهم ، باستثناء قرار قمع شعوبهم بالحديد والسجون والفساد؟

خرج الكثيرون من ظهرانينا متفاجئون بالخطوة الاماراتية ، يعتبرونها غادرة ، وطعنة في الظهر ، فأين الغدر فيها ؟ لقد كان كل شيء تقريبا يشي انها – الامارات – في الطريق الى توقيع الاتفاق ، زيارة الوزيرة ماري ريغيف ، مقالة السفير العتيبي في يدعوت ، هبوط اكثر من طائرة اكثر من مرة في "بن غوريون" ، عقد مؤتمر صفقة القرن الاقتصادي في المنامة ، زيارة نتنياهو وزوجته الى مسقط ، وصول السفير القطري الى غزة شهريا ، سماح السعودية للطائرات الاسرائيلية عبور اجوائها الى الهند ، تصريحات نتنياهو التلميحية ، لقاؤه المسؤول السوداني عبد الفتاح البرهان بترتيب الامارات . وهناك عشرات الخطوات الاخرى السرية التي كانت تشير بكل تأكيد الى حدوث الحمل ، في انتظار ان يرى الجنين النور بعد تسعة أشهر أوأقل.

إعلانات منظمة التحرير والسلطة على لسان العديدين من مسؤوليها ، كانت ربما لتطمين نفسها ان العرب في اجتماعاتهم ؛ قمة ، وزراء خارجية ، مندوبون في الجامعة ؛ متمسكون صامدون ثابتون داعمون ، حتى ان الرياض اطلقت على قمتهم في الظهران "قمة القدس" ، لم يدرك هؤلاء انه منذ استدعاء هذه الجامعة حلف الناتو لقصف ليبيا ، ومنذ اقصاء سوريا عنها واعطاء مقعدها للمعارضة "الثورة" واستبدال اسرائيل كعدو للامة بايران ، واعلانها حزب الله منظمة ارهابية ، قد انكفأت عن اهدافها في تمثيل مصالح الامة ، وفي التخلي الفعلي عن قضية فلسطين ، وقد اسمعنا في هذا الصدد على ألسنة الكثيرين ، ما أصم آذاننا وأشعرنا اننا من يحتل دولة اسرائيل ومن يمارس القمع والحصار والقتل والاعتقال على شعبها "المسكين" ، حتى وصل الامر بنا ان ننضم الى الحلف العربي الهمجي في الحرب على اليمن بقيادة السعودية والامارات ، وها هي الحرب تدخل عامها السادس واودت بحياة الالاف والجرحى والتهجير والتدمير والامراض ، فهل يظنن خطيب الجمعة على  التلفزيون مباشرة الذي افتى بمشروعية هذه الحرب ان تطبيع الامارات علاقاتها باسرائيل أخطر من انخراطها في ابادة شعب شقيق.

عندما انفجرت داعش وأخواتها بايعاز امريكي عربي صهيوني بتقتيل الناس باسم الله ، اقترح البابا فرانسيس على ممثلي جميع الديانات تحريم القتل باسم الله ، لأن الله الرحمن الرحيم ليس مع هذا القتل ، فكيف حين يرتكب باسمه ؟ هذا ينسحب على اقامة اي نوع من العلاقات مع اسرائيل ، هي علاقات مع  النظام العربي ، والشعوب منها براء ، ما لم يتم استفتاءها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير