فادي البرغوثي يكتب لوطن: المكر في استطلاع الرأي وزيارة ماكرون الى لبنان

07.08.2020 02:39 PM

كتب فادي البرغوثي: 

لقد لفت انتباهي استطلاع رأي عبر فيه المواطنون اللبنانيون عن نسبة ليست ببسيطة تطالب بعودة الاستعمار الفرنسي وأقول في ذلك ما يلي:

لا يجوز قطعيا ان يحدث هكذا استطلاع فالعمالة والخيانة ليست وجهة نظر يحق لصاحبها ابداء الراي فيها  مثل اي موقف عادي وهي بالاصل جريمة من الجرائم يحاكم عليها القانون، هذا من جانب، ومن جانب اخر هناك عدة سناريوهات لذلك:

اولا: طبيعة السؤال نفسة احيانا تحتم الاجابة فمثلا لو كان السؤال المفاضلة بين الاستعمار الفرنسي والانجليزي فان الجواب يعطي مفاضلة ما بين الاستعمار نفسة ويمكن ان ياخذ نسبة عالية احد الاستعماريين دون ان يكون هناك اجابة تتيح انه لا بفضل اي واحد منها او اي سؤال اخر يهدف للوصول الى هذه النتيجة المستغربة.

ثانيا: المجتمع اللبناني نفسة مجتمع طوائف بل ان بعض ملوك الطوائف ارتبطت بشكل مباشر بالمستعمر، وفرنسا لعبت دورا في تعزيز ذلك وفقا لمبدأ فرق تسد، وبالتالي مسألة طبيعية وجود نسبة لا باس فيها تؤيد هذه الدول فالطوائف للاسف تقلل من نسبة الانتماء للوطن واحيانا الانتماء اليها يفوق الانتماء للوطن.

ثالثا: طبيعة الاستطلاع  مقصود وموجهة في نفس الوقت  حيث ان الذي يريد ان يستطلع الناس في امر كهذا يكون له غاية في نفس يعقوب كما يقال ، فالاستطلاع ياتي  في الوقت الذي يقوم به ماكرون بزيارة الى لبنان التي اشك ان تكون تضامنية بقدر انها هادفه لشيء ما وبالتالي تقوية وجهة نظرة فيما يريد.

رابعا: من يترقب احداث المنطقة فان فرنسا لم تكن بريئه فيها بل اكاد ان اقول بانها متورطة فيها وبالنظر الى  ما حدث ويحدث في ليبيا تعرف مدى الدور  القذر الذي تلعبة فرنسا بذلك وعلية  غير مستبعد مطلقا ان ما يجري بداية دور لفرنسا في لبنان وهو دور ليس نظبف بداء في استطلاع  راي يؤيد استعمارها .

خامسا: بالاضافة الى ذلك ان فرنسا نفسها لا تقف على نفس المسافة من القوى اللبنانية فهي رافضة تاريخيا فكرة المقاومة اللبنانية ويمكن ان نستحضر حادثة جوسبان وزير الخارجية اللبناني في نهاية تسعينيات القرن الماضي وقبل فترة وجيزة من انتصار المقاومة اللبنانية الذي تعرض لرمي بالحجارة في جامعة بيرزيت ذلك بسبب انه  قام بوصف المقاومة بالارهاب في حينه واعتبرها غير شرعية.

سادسا: بالرغم من العطاء الغير محدود الذي قدم من قبل الشعب اللبناني البطل في مواجهة الكيان الصهيوني وجعلة يجر اذيال الهزيمة الا اننا لا نريد ان نغفل المجموعات العميلة التابعة لاسرائيل فقد كان نسبته لا باس بها تقاتل بجانب الاحتلال تسمى جيش لبنان الجنوبي المعروفة بقوات لحد او ما قام به حزب الكتائب بالتعاون المطلق مع الكيان الصهيوني باحتلال ارضة لذلك قد تكون النسبة لا تعني  شيئا للذي يعرف طبيعة لبنان وشعب لبنان.

سابعا: من يترقب الوضع الاخير وما يجري يعرف ان  هناك محاولات كبيرة للضغط على المقاومة اللبنانية وعلى راسها حزب الله اللبناتي ومحاولة الدول الغربية ان تضغط على لبنان اقتصاديا حتى تجبره من التخلي عن الحزب فقانون  قيصر الامريكي ليس يخص سوريا وحدها بل له تداعياته على لبنان ايضا وبما اننا نعرف ان فرنسا لها توجهاتها التاريخية ضد حزب الله بالاضافة انها على تواقف كامل مع السياسية الامريكية في المنطقة يعرف ان هذا الاستطلاع يوفر مساحة لماكرون والسياسة الفرنسية لتلعب دورا منحازا للاسف للكيان الصهيوني.

ثامنا:  بروتوكول الزيارة نفسها وطريقة التنظيم تعرف مباشرة  ان ما ستقوم به فرنسا دورا غير طبيعي فالسماح له بزيارة المنطقة والتعبير عن تضامنه للجماهير ومصافحته لها كانه المخلص علما اننا لم ترى لبنان احدا حينما قامت اسرائيل بتدمير الضاحية الجنوبية دمارا كبيرا بما فيها فرنسا نفسها في حرب ٢٠٠٦ .

تاسعا: جميع الدول بما فيها فرنسا لو كانت متضامنه بشكل جدي مع لبنان تتفضل ان تقدم له مساعدة مباشرة في تعويض الضرر الذي لحق به وان تخرج عن طريق الدعم الاغاثي فقط التي تريدة الولايات المتحدة الامريكية وفقا لقانون قيصر سيء الصيت

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير