يناشد عبر وطن لمساعدته في تكاليف علاجه

غزة تنثر الحب.. مريض سرطان يخاطر بحياته لتعقيم الأماكن العامة في ظل الجائحة

22.07.2020 01:47 PM

غزة- أروى عاشور- وطن: تعددت طرق الوقاية من فايروس كورونا الذي اجتاح العالم، مطلع العام الحالي، لكن هنا في فلسطين وفي قطاع غزة تحديدا اختار الشاب محمد دبابش "24" عاما أن يخاطر بحياته من خلال حملة للتعقيم في أماكن ازدحام وتوافد الناس للوقاية من الفيروس، وذلك بشكل تطوعي وبلا مقابل.

يقول دبابش المصاب بمرض سرطان الفك الأيسر لوطن: بالرغم من المرض، إلا أنني أحببت أن أجازف وأعمل في حملة التعقيم من مرض كورونا يوميا، مشيرا أن البعض يستغربون حملته، لكن ما يقوم به هو لمصلحة الناس وحرصا على سلامتهم.
ويجوب دبابش يوميا شوارع متفرقة في مدينة غزة حاملا على ظهره أداة التعقيم، ويعقم أماكن مختلفة كمحطات الوقود ومحلات بيع الفلافل وغيرها من المراكز والجمعيات ورياض الأطفال.

ويضيف دبابش أن كثيرا من المؤسسات رحبت بالفكرة وأخرى طلبوا منه تعقيم مؤسساتهم وأماكن عملهم، وكان اخرها روضة للأطفال.

ويوضح لوطن أن الهدف من حملته هي توعية الناس بأهمية التعقيم لمحاربة فايروس كورونا، والاهتمام بالطرق الوقائية والاحترازية اللازمة منعا لتفشيه.

وأكد دبابش أنه سافر لجمهورية مصر لتلقي العلاج بعد إصابته بسرطان الفك عام 2011، لكنه عاد بسبب عدم قدرته على دفع التكاليف المخصصة للعملية الجراحية التي يحتاجها.

وأشار إلى أن إعلان حالة الطوارئ في فلسطين بسبب كورونا دفعه لتسخير نفسه لمساعدة الناس من خلال حملة التعقيم.
ويستخدم دبابش الذي يقطن في حي التفاح وسط قطاع غزة، الأدوات المخصصة للتعقيم من مريول معقم وقفازات وكمامة والكحول الذي توفره له مؤسسة "أمل " لرعاية مرضى السرطان.

وأوضح دبابش أهمية التزامه بإجراءات الوقاية من فايروس كورونا للحفاظ على صحته الشخصية وللسلامة العامة، مطالبا الناس بالابتعاد عن بعض في الأماكن العامة قدر الإمكان، ومؤكدا أنه مستمر في حملته حتى انتهاء فيروس كورونا في فلسطين.

تلقى دبابش ترحيبا شديدا من أصحاب المحلات والمؤسسات على مدار أكثر من شهرين متتاليين من حملة التعقيم التي يسعى من خلالها للفت أنظار أهل الخير لمساندته في عملية زراعة الفك التي يحتاجها في أسرع وقت ممكن.

ويعاني دبابش من مشاكل في التنفس والنطق بسبب مرض السرطان وما تؤثره جلسات الكيماوي على صحته الجسدية، مطالبا بذلك توفير عمل يتحمله أو مشروع شخصي لتوفير مستلزمات علاجه.

وناشد المسؤولين وأهل الخير عبر وطن النظر إليه بعين الرحمة ودعمه بالمبلغ المادي الذي قدر 50 ألف دولار لزراعة فك للأسنان بدلا من الأسنان المركبة حاليا.

 

تصميم وتطوير