بعد أن ضاعفت البلدية ضرائبها.. أصحاب الاستراحات على شواطئ غزة يشتكون عبر وطن من سوء أوضاعهم

27.06.2020 10:53 AM

غزة- وطن- أمل بريكة: في شهر مارس من كل عام، يبدأ أصحاب الاستراحات على شاطئ غزة بتثبيت الطاولات والكراسي أمام الشاطئ، ويتخللها " شمسية " تحمي الزبائن من أشعة الشمس، بالإضافة إلى تجهيز المطبخ حتى يتسنى لهم تقديم أشهى المأكولات والمشروبات، إلى أن يكونوا  جاهزين مع بداية العُطلة الصيفية لاستقبال الزبائن، هذا العام كانت الصدمة تأخرهم في افتتاح استراحاتهم بسبب جائحة كورونا واغلاق شاطئ البحر، بالإضافة إلى تأثرهم بفرض الضرائب وعزوف الناس عن اللجوء للاستراحات، وتفضيلهم الجلوس على الشاطئ بدون تكاليف مادية. 

الحاج الخمسيني صفوت زعرب، الذي يعمل مُستأجرا لإحدى الاستراحات على شاطئ بحر محافظة رفح، منذ أكثر من 25 عاما، تمكن خلال تلك المدة من استقبال العديد من الزائرين الذين باتوا يفضلون الجلوس في استراحته، لما تقدم لهم من سُبل الراحة والاهتمام، والاستجمام أمام الشاطئ والسباحة فيه، يصف عبر وطن هذا العام بالسيء على مستوى عمل الكافتيريا الذي بدأ متأخرا عن الموعد المعروف بسبب جائحة كورونا وإعلان حالة الطوارئ التي دفعت الحكومة لإقفال شاطئ البحر منعا للاختلاط وحفاظاً على سلامة الجميع.

وقال زعرب، إن حركة المواطنين لقضاء فصل الصيف على شاطئ البحر باتت مشلولة، بسبب عجزهم عن دفع تكاليف حجز مقعد في الكافتيريا، هذا ويعاني من الضرائب الكبيرة التي فرضتها البلديات على أصحاب الكافتيريات والاستراحات، في ظل عجز الأخيرة عن توفير خدماتها لهم، كأن توفر المياه والكهرباء وعمال نظافة على الشاطئ، بيد أن قد يكون هناك توقعات بإقفال الشاطئ من الحكومة في أي لحظة في حالة حدوث أي طارئ.

ويشاطره الرأي المواطن شريف لافي، شريك في كافتيريا " كافيه بلاك"، يتحدث بألم عن تجربته السيئة هذا العام منذ افتتاح مشروعه الذي لا يجني له سوى القليل من المال بالكاد يسد قوت يومه، عاجزاً عن دفع أجور العاملين لديه، بسبب الضريبة التي فرضتها عليهم البلدية والتي تقدّر قيمتها 2100 دولار، غير أنه مع بداية شهر يونيو يقوم بتجهيز مشروعه الذي كان من المفترض أن يبدأ تجهيزه في شهر مارس، ليستقبل المواطنين مع بداية العطلة الصيفية وقضاء أوقاتهم على شاطئ البحر.

وقال لافي، بالرغم من أننا لجأنا إلى خفض سعر استئجار الطاولة إلى 5 شواقل، إلا أن المواطنين لا يقبلون على التوجه للاستراحات بسبب أوضاعهم المادية الصعبة، ونتيجة تأثير جائحة كورونا التي أوقفت العديد عن العمل، خاصة الذين يعملون بشكل يومي. 

بينما الشاب العشريني أحمد خليل، الذي بدت علامات الإرهاق والتعب واضحة على وجهه، بفعل طبيعة عمله في إحدى الكافتيريات وتحت أشعة الشمس الحارقة، والتي تبدأ من 8 صباحاً وحتى 12 ليلاً، يقضي طوال تلك الفترة ليحصل على مبلغ ما قيمته بضع شواقل للإنفاق على أسرته، موضحاُ بأن ما يدفعه للعمل ساعات طويلة بمبلغ بسيط هو " ضيق الحال " الذي يعيشه أغلب شباب قطاع غزة بفعل الحصار المفروض من الاحتلال واغلاق المعابر والبطالة وقلة دخل الأُسر.

أحمد يعمل برفقة عدد من زملائه المتواجدين داخل أروقة الكافتيريا، الذين يقومون بمهام مختلفة، ولكن دون جدوى على حد قوله، بسبب ضعف استقبال الوافدين على الكافتيريا، خاصة وأنها قيد الإنشاء والتجهيز، وإلى حين جهوزيتها يكون الموسم قد شارف على الانتهاء.

أما الأخير محمد معمر، صاحب كافتيريا " الفاخر " وصف هذا العام بالأسوأ على الإطلاق من حيث الدخل المادي، وأن الأعوام الماضية كانت تدر دخلا أعلى بكثير من الآن، كان يستطيع الإنفاق على المصاريف التشغيلية والعُمالية وتوفير رأس المال، بينما جاءت كورونا ودمرت استعداداتهم وتجهيزاتهم لاستقبال الموسم الذي بدأ متأخراً، وفي الوقت الذي كان من المفترض أن نكون فيه بمرحلة الاستقبال، أصبحنا في مرحلة التجهيزات.

وشبه معمر الضرائب المفروضة عليهم، بحبل مشنقة ملتفا على رقاب أصحاب الاستراحات، بسبب الزيادة غير المبررة من قبل البلدية في الضرائب، في ظل أزمة كورونا التي تعيشها البلاد أسوة بالعالم، خاصة وأنها زادت أضعاف الأضعاف عن الأعوام السابقة دون مراعاة لأوضاعهم.


 

تصميم وتطوير