بالصور ... نابلس في يوم الاجتياح
04.04.2013 01:07 PM
مشافي المدينة تستعد بكامل طاقتها، ساعتان فقط وكانت الدبابات الإسرائيلية تسحق دوار الشهداء وتدمره كأنها تنتقم من الاسم لا من الحجر، طائرات الاباتشي بإعداد كبيرة تحلق في سماء المدينة وتطلق حممها على البلدة القديمة، حيث تحصن هناك المقاتلون، أذيع الخبر على كل شاشات التلفزة العالمية، لا جدوى من التدخل..العالم يراقب فقط.
أول الشهداء مواطنتين من عائلة فريتخ وجدتا تحت ردم منزلهما على أطراف البلدة القديمة، وبدأت "كفاح ابو السعود " موظفة الاستقبال في مستشفى رفيديا بإحصاء العدد المتصاعد من الشهداء، ثم اجهشت بالبكاء، حيث تبين ان احد الشهداء من عائلتها..ويستمر العمل.
العناوين .. إسرائيل تدمر المقرات الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، وتستمر في منع التجوال.
في اليوم الثامن، سمح جيش الاحتلال بإخراج جثث الشهداء والجرحى من داخل البلدة القديمة ، بمساعدة الصحفيين والمتطوعين من الفلسطينيين والأجانب،الدكتورة زهرة الواوي وحيدة تقدم العلاج في مسجد"البيك" الذي تحول إلى مقر للطوارئ، تمتلئ ثلاجات مستشفى رفيديا بجثث الشهداء ، وتمتلئ الأسرة بالجرحى.
خمس شهداء من غزة ..فتلهم الجيش الاسرائيلي داخل البلدة القديمة من بينهم الشهيد محمد الهمص الذي ترك وصية مصحف صغير وما تبقى من راتبه لايصالها لوالدته في غزة ..سيارات اسعاف من غزة حضرت ليلا بعد ايام من التنسيق ونقلت شهداء غزة .
رائحة الموت في كل مكان من المدينة، جنودالاحتلال يستخدمون المواطنين دروعا بشرية ، حيث يجبرونهم على الدخول أمامهم ليلا في الزقاق المعتم. تستمر المعركة بين القناص والضحية. جيش الاحتلال يحتل المنازل ويجبر عشرات المواطنين على الجلوس في غرفه واحد لأيام، ويعمل أحيانا على وضع سكان عمارة كاملة في شقة صغيرة، بدون كهرباء، وبما يتيسر من قليل الطعام.
اما عائلة الشعبي التي قام سائق الجرافة الاسرائيلية بهدم بيتهم على رؤوسهم ..استشهد
جميع افراد العائلة .. الام والاب والاطفال ..كان الحدث اصعب من ان يستوعبه العقل البشري .
أحياء المدينة لم تعد موحدة، حفرت الخنادق العسكريةوقطعت الدبابات شوارع المدينة . لم يعد للمواطنين إمكانية التواصل،الجرافات الضخمة تعمل ليل نهار على تدمير شوارع المدينة، وأصوات القذائف تدوي في كل مكان .
رجال الإسعاف ، رحلة مع الموت في كل مشوار خارج المقرات،الموت يتربص بحياة المصاب والمريض والمسعف ،انها حرب الاحتلال،التي أطلق عليها اسم السور الواقي .
بعض رجال الأمن يسلمون أنفسهم بعد ان ضاقت بهم السبل، وقائد فضل إطلاق النار على نفسه في حوش العطعوط ، مفضلا عدم الاستسلام لجيش الاحتلال.
ويستمر الاجتياح 22 يوما، بلغ عدد الشهداء 76 شهيداوعشرات الجرحى.
اليوم نستذكر الاجتياح، والصورة تتكرر .21 يوما كنت شاهدا على مدينة سحقتها الدبابات .