أصدقاء منسق الاحتلال

02.06.2020 08:31 AM

كتب: سعيد زيد

أطلق نشطاء فلسطينيون حملة على صفحاتِ مواقع التواصل الإجتماعي تحت عنوان "يا عندي يا عند المنسق" لمقاطعة صفحة منسق أعمال حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية الذي يتولى شؤون التنسيق المدني والسيطرة على كافة مناحي الحياة الفلسطينية، والتي انشئت منذ عدة سنوات ضمن خطة لسلطات الاحتلال للتواصل مباشرة مع المواطنين الفلسطينين دون المرور بالقنوات الرسمية المتمثلة بالقيادة السياسية الفلسطينية، وتحسين صورة الاحتلال، ويبدو أن خطة الاحتلال الاسرائيلية بإنشاء صفحات باللغة العربية على مواقع التواصل قد كانت جزء من الاستعداد الإسرائيلي للرد على التهديدات الفلسطينية بوقف التنسيق وحل السلطة الوطنية،  وجاء الرد الشعبي الفلسطيني بمقاطعتها متأخرا بعض الشيء ومتزامنا مع قرار الرئيس الفلسطيني بوقف التنسيق المدني والأمني مع حكومة الاحتلال.

يتبين بالاطلاع على صفحات ضباط الاحتلال - مثل صفحة منسق شؤون حكومة الاحتلال الإسرائيلي وغيره - أن هناك شخصيات فلسطينية مرموقة قد أبدوا الإعجاب بهذه الصفحات (بالضغط على لايك)، وذلك لا يعني بالتأكيد المرور على الصفحة والتعرف على محتوياتها، وإنما التواصل بشكل دائما معها، وهناك من يدعي ان الدخول الى الصفحات بشكل متكرر يظهر الزائر كمعجب بالصفحة دون أن يضغط على زر الإعجاب ما يسفر العدد الكبير للمعجبين بصفحة المنسق والذي يصل إلى مئات الآلاف، وقد يكون هذا صحيحا لأن الاحتلال معروف بأساليبه التضليلية.

يبرر البعض زيارة صفحات ضباط الاحتلال بالرغبة بالاطلاع والتعرف على ما يُنشر عليها من مصادرها المباشرة وهناك من يحاول ايجاد حلول لمشاكله الخاصة كحظر دخوله الى اسرائيل أو عدم استصدار تصريح علاج أو ترخيص ما أو عمل من خلال طرح  المشكلة على الضابط صاحب الصفحة على أمل  تلقي إجابة مباشرة أو حل، خاصة وأن الاجهزة الفلسطينية المسؤولة عن التنسيق مع الاحتلال كانت تفتقر للفعالية لعدم قدرتها على إجبار الاحتلال على الموافقة على طلبات أو تحقيق حاجات المواطنين الفلسطينين القانونية والعادلة فدورها لم يتعدى دور ساعي البريد.

يسهم إبداء الاعجاب أو زيارة البعض لصفحات ضباط الاحتلال في إنجاح خطة وسياسة الحكومة الاحتلالية من خلال بعث رسالة - وإن كان بشكل غير مباشر- بأن لا ضير من التعامل واقامة علاقات مع الاحتلال، وبالتالي نشر  ثقافة تقبلُ المحتل والتعايش معه، ما يعزز ويعمق الاحتلال، فضباط الاحتلال مسؤولون عن تنفيذ سياسة الحكومة الإسرائيلية المتمثلة بالقتل وهدم البيوت والمصادرة وليسو صناع سياسىة أو سلام، فلا طائل من الحوار معهم.

ان الاتصالات مع الاحتلال الاسرائيلي محظورة من أي كان، خاصة بعد قرار القيادة الفلسطينية وقف التنسيق المدني والأمني سواء كان اتصال فيزيائي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من الوسائل لأن الطريق  إلى التحرر والانعتاق تمر عبر نبذ الاحتلال ووكلائه.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير