أسماء سلامة تكتب لـوطن: ما بعد التوجيهي

29.05.2020 12:19 PM

 

يوم السبت الموافق الثلاثين من أيار سيتوجه 78373  طالب وطالبة لتقديم امتحانات التوجيهي ، والتي نتمنى لكل طلابنا وطالباتنا فيها النجاح والتوفيق وان تسير وفق الخطة المرسومة من قبل وزارة التربية والتعليم دون اي عوائق ، لأنها سنة استثنائية في ظل جائحة كورونا .

حرصت وزارة التربية والتعليم على عقد امتحانات التوجيهي في موعدها ، ويتم الحديث عن اجراءات تضمن سير العملية بشكل مريح للطلبة ، مع مراعاة كافة وسائل الوقاية ، فندعو الله ان تنتهي هذه الامتحانات دون اية عراقيل أو منغصات قد تنعكس سلبا على أداء الطلبة ونتائجهم .

تابعت اجراءات الوزارة  فيما يتعلق بآلية عقد الامتحان،  القاعات ، المراقبين ، اعداد الطلبة ، فحص الحرارة ، التعقيم .... ويبدو ان الأمور تسير في الاتجاه الصحيح .. ولكن ماذا لو تم تسجيل اصابات في احدى المدن او البلدات قبل بداية عقد الامتحانات او خلالها ، كما حصل في محافظة قلقيلية ، تحديدا في بلدة عزون عتمة .. وما يرافق ذلك من اجراءات اغلاق للمكان وتحديد للحركة ، كيف سيتم التعامل مع طلاب التوجيهي في مثل هذا الوضع ، قد يكون لدى الوزارة خطط بديلة ولكن لم يتم الإعلان عنها،  ولكن اعتقد ان القلق الذي يصيب الطالب في هذه الحالة والارباك بحاجة لبعض المعلومات الكفيلة بتبديده ، فتوتر هذه المرحلة معروف للجميع وبصراحة ( مش ناقصة) توترات اضافية ، هل لدى مديريات التربية في المحافظات تعليمات معينة لهذه الحالات ، هل يعرف الطالب كيف سيؤدي امتحانه في وضع الاغلاق !!

تساؤل اخر لم اجد له اجابة في اجراءات وزارة التربية ، لو كان طالب او أكثر من طلبة التوجيهي في الحجر الصحي المنزلي ، كيف سيتمكنون من تأدية امتحاناتهم ، هل ستتم معاملتهم كمن يتواجد في مستشفى ويتم ارسال مراقب خاص ويؤدي الامتحانات في المنزل ، ام سيحرم من حقه في تأدية الامتحانات .. بحاجة لاجابة ...

بعد الانتهاء من الامتحانات والتصحيح وإعلان النتائج ، والمتوقعة في منتصف شهر تموز ، وفرحة النجاح وبدء التسجيل في الجامعات . نحن نعرف الاخبار المتداولة حول طول فترة استمرار هذا الفيروس ، واحتمالية بقاء اغلاق المطارات ، والحالة في معظم الدول العربية والعالم ، والتي كان قسم من طلبتنا يقصدونها لاكمال التعليم الجامعي ، اما لانخفاض تكلفة التعليم هناك او مجانيته ، أو قاصدين جامعات ودول معينة لأسباب أخرى ... هل سيتمكن الراغبون في ذلك من السفر؟ في الوقت الذي نتحدث فيه عن عودة طلبتنا العالقين في الخارج ، وهل سيتم التوجه بشكل اكبر للجامعات في الوطن ، وان كانت النسبة الاكبر من الطلبة والاهالي سيختارون جامعاتنا المختلفة ، هل سيكون لذلك تأثير على معدلات القبول ، وربما أسعار الساعات المعتمدة ، فنحن نتحدث عن عشرات الألوف من الطلبة سيجتازون الامتحان بنجاح ويتوجهون للجامعات المختلفة ، في ظل ظروف اقتصادية صعبة على الجميع ، وتعليم الكتروني حتى نهاية الفصل الصيفي ( حتى الآن ) . ومن الضروري التفكير في مدى قدرة الجامعات في الوطن على استيعاب الزيادة المحتملة في اعداد الطلبة المسجلين فيها ، والتخصصات التي يرغبون بدراستها ، والاقساط الجامعية .  كل هذه الأمور المتداخلة بحاجة للتفكير والدراسة في وقت مبكر ، للوصول الى حلول تضمن لطلابنا الحق في الحصول على الشهادات الجامعية ، بالتوازي مع مراعاة الظروف الاقتصادية للأهالي في هذه الظروف الاستثنائية ....

ثم ماذا عن المنح التي كان يعلن عن تقديمها للدراسة في العديد من الدول ( الجزائر ، تونس، روسيا ، أوكرانيا،  وغيرها ) .. هل بالإمكان تحويل هذه المنح لتغطية تكاليف الدراسة في جامعات الوطن ، أم سيتم تجميدها هذا العام بسبب الأوضاع العالمية المشوشة ، فقد كانت أعداد لا باس بها من الطلبة تستفيد من هذه المنح ، وتبذل قصارى جهودها للحصول عليها ، وكانت تخفف العبء المالي عن بعض العائلات في تعليم أبنائهم .. هل سيكون بالامكان التسجيل في جامعات الخارج والحصول على منح الكترونيا؟؟  ايضا بحاجة لإجابة .

حقيقة أن مسألة مابعد التوجيهي بالنسبة للطلبة لا تقل أهمية عن تقديم الامتحانات بحد ذاتها بسلام وامن ، لابد ان الطالب الذي كان يطمح للدراسة في الخارج ، وربما الحصول على منحة ، يتساءل الآن كيف ستسير الأمور ... العديد من التساؤلات بحاجة لاجابات.

كل التوفيق لطلبتنا في التوجيهي ، مع خالص الأماني ان تتحقق أحلامهم رغم كل الصعوبات والعوائق ..

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير