لماذا لا تحقق القمة العربية المطلوب؟ بقلم: الدكتورعقل أبو قرع
28.03.2013 09:43 AM
وهل ازمة القمم العربية هي ازمة الثقة التي واكبت وتواكب هذه القمم ، بدءا من الدعو لها ومرورا بالتحضير لها، وصولا الى تمرير المشاريع، ام هي معضلة عقلية او ثقافة العمل، والتي اعتادت فقط ان تركز على المظهر والشكليات والتحضيرات والنشاطات المجردة، بعيدا عن الجوهر والمضمون والخطوات العملية او النتائج بعيدة المدى، ام هي ازمة تناقض المصالح وبأنواعها، وبالتالي التوصل في المحصلة الى نوع من الحلول الوسط، وافضلها هوابقاء الوضع لما هو علية قبل القمة، تجنبا لظهور الخلافات والتعقيدات وربما ازمات ام تكن موجودة قبل القمة، ام هي ازمة المواطن العربي نفسة الذي بات لا يكترث للقمم ولا لاماكنها او قرارتها، وبالتالي اذا المواطن لا يكترثـ فلماذا يكترث الزعماء او القادة، ام اي ازمة اعمق تتمثل في التطبيق او في الية التنفيذ اوفي قياس مدى ما يمكن تطبيقة في احداث التغيير المطلوب في حياة المواطن العربي.
والتطبيق او تنفيذ قرارت القمم هي ازمة الازمات للمواطن الفلسطيني، الذي يسمع هذه الايام وكما سمع خلال قمة السنة الماضية والسنوات التي قبلها، عن مئات الملايين من الدولات او اكثر من الدعم، وخاصة دعم الخلاص او دعم الصمود او التثبيت لمدينة القدس، ولكن ليبقى هذا الدعم في اوراق القرارات، ولتعمق هذه القرارات ازمة الثقة وعدم الجدوى وحتى عدم الاهتمام عند هذا المواطن الفلسطيني، الذي يتساءل هذه الايام عن جدوى حتى الحديث عن ذلك، وعن جدوى التباهي التحضير لانشاء هذا الصندوق او ذاك، وتحت اسماء مختلفة من اجل القدس ولدعم القدس وصمود القدس واهلها، لكي تتبخر هذه الامال والتسميات بعد فترة ليست بالبعيدة، ويتساءل المواطن الفلسطيني كذلك هل الدعم من القمم العربية هو دعم مادي فقط، اي ان هناك فلوس وهناك من يحتاجها، وبعيدا عن الدعم السياسي الروتيني في قرارات القمم، اليس هناك قرارات يمكن ان تكون اكثر عملية فيما يتعلق بدعم المواطن الفلسطيني، قرارت بعيدة عن السياسة وعن المال، قرارت اقتصادية في التصدير والصناعة والمواصفات،قرارت في الجانب الاكاديمي، قرارات في الابحاث المشتركة، وفي مجال الزراعة والبيئة وادارة المياة، قرارات مشتركة في العمل معا لايجاد مصادر الطاقة البديلة، وفي الحفاظ على سلامة الاغذية ، وفي تعاون مشترك لانتاج الادوية، وقرارت في الرعاية الصحية ومقاومة الامراض السارية وغير السارية التي تغزو العالم العربي، قرارت يلمس المواطن الفلسطيني والمواطن العربي قميتها ويمكن ان تحدث تغيير ولو طفيف في حياتة.
ومع اسدال الستار على القمة الحالية في قطر، يبدأ التحضير للقمة القادمة، في شهر اذار من العام القادم، ويبدأ من الان الترويج لها، وكأن انعقادها وفي هذا البلد او ذاك هو الانجاز بحد ذاتة، ويزداد هذا الانجاز حين يكون الحضور اكثر في اعلى المستويات او الزعماء، وبالتالي تبقى ثقافة الشكليات او المظاهر هي السائدة، ويتم تناسي القرارات السابقة، او حتى قياس مدى تطبيقها، وحتى ايلاء الاهمية للقرارت القادمة، ومع انتظار التغيير في ثقافة او عقلية او الية انعقاد القمم العربية، كما حدث التغيير في اسماء الزعماء والقادة بين قمة قطر 2009 وقمة قطر الحالية، تبقى ازمة الثقة بالقمم العربية عند المواطن العربي وبالاخص المواطن الفلسطيني موجودة وتتعمق كل عام.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء