حقن تاريخية.. والبقية تأتي !! - إبراهيم زيادة

27.03.2013 10:22 AM
قبل أيام قليلة مضت كنت أطالع خبرا وضعه أحد أصدقائي على صفحة الفيس بوك ، لفت نظري عبارة حملت في طياتها مآسي فلسطين كلها ، أعجبتني العبارة وقررت أن أوظفها كعنوان يحمل نفس المعنى ؟ ترددت بادئء الأمر لا لأني لم أجد الجرأة في تناول الموضوع ولكن لإحساسي بأنه لا يوجد في نظري "شعب" قد تجرع مرارة الظلم والطغيان مرارا وتكرارا على مر العصور مثل " الفلسطينيين " وكان اختياري للعنوان الذي قرأته هو " حقن تاريخية " شكرا لمن ألهمني الفكرة وعذرا لأني وظفتها في مكانها الطبيعي الذي يجب أن تكون ، هو أدق وصف لحال الفلسطينيين الذين مر على قضيتهم 65 عاما لم تحمل لهم سوى المواعيد الكاذبة والمهاترات الفارغة وتخدير الأعصاب الذي يكاد يكون أشبه ما يكون بحقن الأنسولين ، فمن المعلوم أن الأنسولين لا يُحقن في جسم المريض بشكل متكرر إلا للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم ، وهذا ما سلكه الغرب وأعوانه مع الشعب الفلسطيني ، لم يتوقف التأثير الذي سببته تلك الحقن عند حد تخدير الحواس لنسيان الواقع بشكل مؤقت ولكنه تجاوز أبعد من ذلك حتى أصبح القصد منها تضييع العقل وإذهاب الوعي.

إلى متى يتعلق العرب بوعود الغرب العرقوبية ؟ ألم يتعلموا من الحرب العالمية الأولى عندما وعدت بريطانيا العرب بالاستقلال إذا وافقوا أو وقفوا الى جانبها ضد تركيا المسلمة وهكذا كان ، والنتيجة كانت وعد بلفور بإنشاء وطن لليهود في فلسطين ، واحتلال فرنسي بريطاني للعراق وبلاد الشام ، فهل نحن الآن من جديد أمام وعود فارغة تعطى أثناء الأزمات ووقت الحاجة إلى حلفاء ؟

لقد انكشفت عورة الدول الغربية ، وبانت سوآتها عندما إدعت حماية حقوق الإنسان ، وهي تتفرج على ما يحصل في فلسطين وشعب فلسطين ، داعمة كل ما يحصل من وحشية وإجرام من قبل المحتل الغاشم ، يريدون في الأرض علوا وفسادا ، ويوغلون فيها عتوا واستكبارا.

إن المتوهمين لا يزالون يعتقدون بأن الحقن الإسرائيلية والأمريكية ستحقق لهم العدالة وتعيد لهم حقوقهم المسلوبة وأن التأخير أو التأجيل ما هو إلا مسألة وقت ، والحقيقة أن كل ذلك ما هو إلا حلم ، وما غذى هذا الوهم إلا أنظمتنا العربية والغربية على السواء ، وقد جاء التأكيد على ما نعيشه من وهم في آخر حقنة قدمها لنا أوباما قبل اسبوع في آخر زيارة له إلى إسرائيل ، حين أكد التزام بلاده بالوقوف إلى جانب تل أبيب ، وقال أوباما أمام الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمئات الذين اصطفوا لاستقباله في مطار بن غوريون ، "أحتفل اليوم معكم بمرور 65 عاما على قيام دولة إسرائيل" ، معربا عن "مشاعر الفخر" بأن تكون الولايات المتحدة "أقوى حليف لكم" فماذا بقي لنا بعد ذلك لنتمسك به؟

وآخر الحقن كانت أمس في قمة الدوحة والذي تسابق فيه الرؤساء العرب على من يدفع أكثر لأجل القدس، وكأن القدس والشعب الفلسطيني بحاجة لمالهم لينتصرو ويستعيدوا أرضهم وشهدائهم وأسراهم، بعد أن أكدوا على عدالة القضية الفلسطينية !!.. ويختم المضيف القادم للقمة بشكر المضيف الحالي على كرم الضيافة، وشكرا لكرم ضيافتكم فقد امتلأت بطوننا حد الاستفراغ !! والبقية تأتي ..

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير