نصر الله: لا صفقة خلف إطلاق سراح الفاخوري لكي نكون جزءاً منها وامريكا مارست ضغوطات على مسؤولين لبنانيين لإطلاق الفاخوري

20.03.2020 09:54 PM

وطن: أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أنّه لا وجود لصفقة خلف إطلاق سراح العميل عامر الفاخوري أصلاً لكي يكون الحزب جزءاً منها.

وقال نصر الله في كلمه له حول آخر التطورات في لبنان، إنّه "لا علم لنا بوجود صفقة خلف إطلاق سراح العميل الفاخوري، وما نعلمه هو عدم وجودها"، مشيراً إلى أن "العدو والخصم يعملان على زعزعة الثقة بين المقاومة وشعبها الذي يشكل السند الحقيقي".

وأعتبر نصر الله أن الحاجة للحديث عن موضوع العميل الفاخوري "تنطلق من الحرص على الرأي العام في ظل الشائعات والتضليل"، مشيراً إلى أن "خلال الشهرين الأخيرين ناقشت جهات في الدولة اللبنانية مع الحزب قضية الفاخوري في ضوء التهديدات الأميركية".

وأوضح نصر الله أنّه "بعد قرار منع السفر، حاول الأميركي تهريب الفاخوري من مطار بيروت، لكن الجهات الأمنية المعنية رفضت"، كاشفاً عن أن الأميركيين "مارسوا ضغوطات على مسؤولين لبنانيين لمصلحة إطلاق الفاخوري من دون قيد أو شرط، كما مورست ضغوط أميركية على القضاة بعضهم رفض الخضوع ولكن في نهاية المطاف خضع قضاة لها".

نصر الله حذر من أن الرضوخ للضغوط الأميركية "منحى خطير سيفتح الباب أمام الأميركي لكي يطالب بالمزيد من الأمور"، وأضاف: "نحن أصحاب القضية ولسنا طرفاً حيادياً لذلك رفضنا إطلاق سراح الفاخوري".

وشرح الأمين العام لحزب الله، أنّه حين سُئل عن قضية إخلاء سبيل الفاخوري كان  رد الحزب واضحاً بأنّ "القضية إنسانيّة ولا يجوز الخضوع للضغوط"، كما رفض منذ اليوم الأول لاعتقال الفاخوري اسقاط التهم عنه، وطالب بالحكم العادل "إنصافاً للمظلومين".

نصر الله لفت إلى أنّه علم شخصياً بخبر إطلاق سراح الفاخوري عبر وسائل الإعلام، "كما لم يمكن للحزب علم بجلسة المحكمة التي صدر خلالها قرار إطلاق سراحه"، منوهاً إلى أن الحزب "لا يتدخل بالكثير من قرارات المحكمة العسكرية والأجهزة القضائي".

وقال نصر الله أن الاتهامات التي وجهت للحزب في قضية الفاخوري "بُنيت على شبهة بأن الدولة في لبنان هي بيد حزب الله"، مشدداً على أن "الحكومة في لبنان لم تكن في يوم من الأيام حكومة حزب الله، كما أن لا الدولة ولا مؤسساتها ولا رؤساؤها تابعون لحزب الله".

وأضاف "من يُصرّ على تحميل الحزب مسؤولية إطلاق الفاخوري، يُصرّ على البقاء في دائرة العدو والخصم".

ورداً على دعوات البعض إلى "7 أيار" ثان، لفت الأمين العام لحزب الله أن "7 أيار لم يكن ردة فعل على إزاحة مدير عام جهاز أمن المطار كما يروج له البعض بل للحفاظ على المقاومة"، مشيراً إلى أن "كل ما قدم من أفكار لمتابعة قضية الفاخوري لا نجد فيه مصلحة وطنية".

وقال إنه بمعزل عن تقييم حزب الله لحجم الفاخوري، "هل ما طرحه البعض من اقتراحات لمنع سفره تخدم مصلحة المقاومة؟"، منوهاً إلى أنه "يجب متابعة قضية الفاخوري قضائياً بصفته مطلوباً وهارباً من العدالة".

وأعلن نصر الله تأييده "فتح تحقيق في قرار المحكمة العسكرية إطلاق الفاخوري الذي اتخذ بإجماع أعضائها"، مضيفاً أن "قرار إطلاق سراح الفاخوري لم يناقش في الحكومة ولم يُتخذ قرار بشأنه في داخلها".

وانتقد توجيه البعض غضبه على المقاومة وهي الضحية، بدلاً من توجيه الغضب على الأميركي وهو الجلاد.

وحول دور  الولايات المتحدة في لبنان، أكد نصر الله أن "الدليل على أن أميركا ليست مهيمنة على لبنان هو القرارات التي اتخذها عدد من القضاة الشجعان"، إلا أنه لفت إلى أنه للأميركي "نفوذ" في مؤسسات الدولة اللبنانية حتى في زمن الإدارة السورية.

وشدد الأمين العام لحزب الله على أن "هناك حدين غير مقبولين لدى الحزب، من قبل أي كان، هما التشكيك بالمقاومة والإهانة"، محذراً من أن "مَن يتجاوز هذين الحدين سنخرجه من دائرة الأصدقاء والأخوة".

وأضاف أنه "من الآن فصاعداً لا يقبل حزب الله من صديق أو حليف أو قريب أن يخوّن أو يشتم"، مؤكداً أن "هذه المقاومة هي أشرف وأعقل مقاومة في العصر الحديث".

وقال نصر الله "من نكد الدهر أن يأتي يوم أدافع فيه عن المقاومة بموضوع عميل إسرائيلي قاتل مجرم"

 وبخصوص انتشار فيروس كورونا في لبنان، قال الأمين العام لحزب الله إنه "يجب التشدد بالإجراءات في ما يتعلق بفيروس كورونا وتشكيل أطر اجتماعية للضغط على من يخالفها"، معتبراً أنه "من المخزي والمعيب التعامل مع انتشار الفيروس على قاعدة 6 و6 مكرر والاعتبارات الطائفية".

وأعلن تأييده الحكومة في أي قرار تتخذه بشأن عزل أي منطقة في حال كانت هناك مصلحة في ذلك"،  مشيراً إلى أنه "حتى الآن هناك 20 ألفاً من المنضوين في حزب الله يشاركون في المعركة لمكافحة الفيروس".

وكشف الأمين العام لحزب الله أن "كل زوارنا وطلابنا الذين قدموا من إيران وشبابنا الذين يقاتلون في سوريا التزموا وخضعوا للفحوصات".

وشدد نصر الله على أن "من حقنا أن نخاف على الأسرى، وقطاع غزة، وكل فلسطيني من فيروس كورونا في ظل العقلية العنصرية الإسرائيلية".

واختتم كلمته بالقول، "أما آن للمجتمع الدولي أن يصرخ في وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب السفاح العنصري لرفع العقوبات عن المستلزمات الطبية؟".

 

الميادين

تصميم وتطوير