التايلندية و لحمة قباطية وحكاية سلام فياض و صلاح هنية

25.03.2013 04:21 PM
بقلم: محرم البرغوثي


أنا العبد الفقير طلبت من صديق أن نذهب الى قباطية ، حيث هناك "ملحمة الشعب " تبيع كيلو لحمة الخروف ب 50 شاقلا بالمفرق . وسبق وأن اشتريت الخضراوات بأسعار تقل عن رام الله كثيرا .
طلبت من الصديق أن يقبل أن أضع البنزين على حسابي ، واتفقنا أن 100 شاقل تكفي للمشوار.

في الطريق تحدثنا عن الجريمة التي ذهب ضحيتها شاب من بيتونيا الشافعي وأن الجريمة ارتكبت من شاب من " رابا" قضاء جنين ، ومثلما تحدث الناطق بإسم الشرطة بأنه لا يجوز للمتظاهرين أن يطالبوا بالقاتل ، لكنه لم يتطرق الى الهتاف سيئ الصيت والسمعة " عالمكشوف وعالمكشوف ، تايلندي مابدنا نشوف ".

وتناولت الصحافة مؤتمر جمعية حماية المستهلك ومشاركة السيد سلام فياض رئيس الوزراء ، والتطرق الى الاغذية والأدوية الفاسدة وتنفيذ الأحكام القانونية على مرتكبي هذه الجرائم والسؤال المطروح ، اليست تربية فاسدة هذه التي تنتشر في "العاصمة السياسية" المؤقتة ، أو العاصمة الاقتصادية مثلما تودون تسميتها "رام الله"؟؟

كيف لابن الشمال أو الجنوب الفلسطيني المناضل الذي يقضي خمسة أيام في رام الله بحكم عمله أو وظيفته أن يشتري اللحمة ب 75 شاقلا من رام الله وهي تقل الثلث في الشمال مثلا ؟؟ كيف سيشتري الفول البلدي ب 8 شواقل من رام الله وهو بالنصف في الشمال ؟؟

ليخرج علينا بعض تجار رام الله لتغذية هذه التربية المسمومة دون أن يتطرق لها رئيس جمعية حماية المستهلك أو رئيس الوزراء ... فبالإضافة لما تضمنته المداخلات في المؤتمر لماذا لايتم التطرق لهذا الغلاء الفاحش في رام الله في الغذاء والكساء والحذاء ؟؟

ولكي لا يشتبه أحدكم بنوعية اللحمة ، فهي فعليا مربحه لصاحب الملحمة كالتالي، سعر كيلو الخروف حي أربعه وعشرين قرشا ، أي أن خاروف بوزن 30 كيلو حي يساوي 655 شاقلا وهذا الخاروف يساوي 15 كيلو لحم صافي ، فإذا بيع ب 50 شاقلا يعني أن سعره 750 شاقلا .

أي أن الخاروف يربح 100 شاقل زائد 100 شاقل المعلاق والكرشات والجلد المجمل أن الخاروف ب 30 كيلو قائم يربح قرابة 200 شيكل .وهذا كافي تماما و "نعمة كريم ".

اذا أين الرقابه على الأسعار التي تدرس التفاصيل وتحدد السعر المنطقي لصالح اللحام ومربى الماشية والمواطن .
وفي ظل الوضع الإقتصادي الحالي ، لو أن المستهلك من ارم الله يشتري من الشمال هل سيقال عنه "كوري " مثلا ، أين هي التربية المبنية على معطيات حقيقية ، اذا كان من حقي أن أوفر 400 شاقل في اللحمة ، وأدفع 100 شاقل بنزين ، أي اربح 300 شاقل في اللحمة ، وأعبئ السيارة خضار طازجة محلية نبتت بعرق نساء ورجال جنين وقباطية ، وأوفر حد أدنى 200 شاقل عن أسعار اللحمة فقط في رام الله !!!

ألا تقنع هذه الأرقام في مجالات التوفير والصمود وتشجيع الزراعه المحلية ومنتجاتها . أن نوجد آلية لتسويق بضائعنا الزراعية، النباتية والحيوانية ؟؟أليس هذا مبرر لكل عمال وموظفي الشمال أن يحضروا احتياجاتهم الاسبوعية معهم أولا ، وثانيا أليس هذا جزء مهم من حماية المستهلك وحماية المزارع وحماية الأرض وهذا مانريده ليعزز صمودنا ؟؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير