جدل في ألمانيا بعد تحويل كنيسة إلى مسجد

24.03.2013 03:09 PM
وطن - وكالات: تشهد مدينة هامبورغ الساحلية الألمانية جدلا متواصلا منذ كانون الأول/ ديسمبر 2012، على خلفية الكشف عن شراء مسلمين لكنيسة كبيرة ومهجورة استعدادا لتحويلها إلى مسجد.

وعبرت معظم الأحزاب السياسية ومؤسسات مجتمعية بالمدينة عن تأييدها لحصول المسلمين على أماكن لائقة لممارسة شعائرهم الدينية، غير أن سياسيين من الحزب المسيحي الديمقراطي وقساوسة من الكنيستين البروتستانتية والكاثوليكية طالبوا بإيقاف تحويل الكنيسة القديمة إلى مسجد.

وتعد هامبورغ أكبر مدينة وميناء بألمانيا وتنفرد مع برلين وبريمن -دون باقي الولايات- بالجمع بين وضعي المدينة والولاية، ويبلغ عدد سكانها نحو 1,8 مليون نسمة أكثرهم من البروتستانت، وتقدر الإحصاءات الرسمية عدد المسلمين فيها بأكثر من 130 ألف نسمة، يشكلون قرابة 5% من السكان.

وأخذ الجدل بشأن مشروع المسجد زخما إضافيا أمس السبت بعد إجهاض المئات من سكان هامبورغ مظاهرة دعا إليها حزب "برو دويتشلاند" ذو التوجهات اليمينية المتطرفة أمام الكنيسة المهجورة للاحتجاج على تحويلها لمسجد، وما أسماه "الأسلمة المتقدمة لهامبورغ وألمانيا".

ورغم إعلان "برو دويتشلاند" عن عزم 300 من مناصريه المشاركة في المظاهرة، إلا أنه لم يحضر سوى 16 شخصا اضطروا لإلغاء مظاهرتهم بضغط من المظاهرة المضادة التي نظمها اتحاد هامبورغ ضد اليمين، وشارك فيها سياسيون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم بولاية هامبورغ، وحزبا اليسار والقراصنة المعارضين، وجماعة "بلاك بلوك" اليسارية، وممثلون لكنائس وجمعيات حقوقية.

وحشدت شرطة هامبورغ 800 من جنودها المترجلين والخيالة أمام الكنيسة، ونشرت عددا من العربات المصفحة بالشوارع المجاورة.

وضمن فعاليات المظاهرة المضادة، أقيم مهرجان خطابي استهلته القسيسة البروتستانتية فاني ديتلوف بالتعبير عن فخرها بالانتماء لهامبورغ لكونها أول ولاية تعترف رسميا بالدين الإسلامي في ألمانيا، وقالت إن "تحويل كنيسة حي هورن المهجورة لمسجد يعني أنها ستبقى بيتا لله، وهذا أفضل من جعلها متجرا استهلاكيا أو مطعما للوجبات السريعة".
تصميم وتطوير