بيوت متهالكة ومواطنون أنهكهم الفقر

القرية السويدية في غزة تستغيث عبر وطن لإنقاذها

03.03.2020 04:12 PM

 

غزة- وطن- أمل بريكة: الوافد الجديد إلى القرية السويدية في غزة، يتخيل بأنه سيجد قرية مصغرة أشبه بالدولة الأوروبية (السويد) المعروفة بجمالها وكسائها بالثلج الأبيض، وتوفيرها سبل الحياة والرفاهية الكاملة لمواطنيها.

لكن الصدمة تبدأ عند دخول القرية، حيث البيوت المتصدعة متلاصقة جنباً إلى جنب، وغياب واضح في البنية التحتية ومياه الصرف الصحي، والمؤسسات التعليمية والصحية.

تقع القرية السويدية على الحدود الفلسطينية المصرية المطلة على شاطئ البحر المتوسط، يعود سبب تسميتها إلى العام 1965، بعد أن سقطت البيوت المصنوعة من الطين على رؤوس ساكنيها، إلى أن قدم جنرال سويدي إلى تلك القرية مقدماً مبلغا ماليا لإعادة بنائها لهذا السبب سميت بالسويدية.

أطلق سكان القرية السويدية التي تضم نحو 130 منزلاً متناثرًا على أطراف القرية، عبر وطن نداء استغاثة لإنقاذ قريتهم من كارثة محققة قد تجرف مزيدًا من التربة وتُحوّل ساحات منازلهم إلى مسابح للمياه المالحة إذا هبت أية عاصفة في فصل الشتاء.

المواطنة شروق مطر التي تقطن في القرية السويدية منذ ما يقارب الثماني سنوات، تقول لـ وطن ان المنطقة تفتقر لأدنى مقومات الحياة الطبيعية، فالبيوت متهالكة وبحاجة إلى ترميم.

وتضيف مطر: بأن القرية التي يتجاوز عدد سكانها 1400 نسمة تفتقر إلى وجود المراكز الثقافية والتعليمية والترفيهية، حيث يوجد في المنطقة روضة أطفال وحيدة، تفتقر إلى معايير وشروط السلامة الصحية.

وأوضحت مطر أنه بينما يكون المريض الذي يقطن في القرية السويدية أقصى غرب محافظة رفح، داخلاً بحالة غيبوبة ويحتاج إلى العلاج الفوري والعاجل لإنقاذ حياته، يبقى مستلقياً على الأرض منتظراً سيارة اسعاف تأتيه من أقصى الشرق في حين يكون وضعه الصحي قد ازداد سوءا أو ربما فارق الحياة.

ومن جانبه يروي السبعيني محمد النجار، أنه اضطر مؤخراً لمغادرة منزله الكائن في القرية السويدية، بصحبة أبنائه الثمانية، بسبب الخراب والدمار الذي حل بمنزلهم، بفعل المنخفضات الجوية.

وأردف النجار أن أحد الأسباب التي جعلتهم يعانون من هذا الوضع بشكل أكبر، هو قيام الجانب المصري بإنشاء لسان بحري بالقرب من الحدود الفلسطينية المصرية، هذا اللسان يزيد من عملية المد والجزر للبحر، يتمكن في كثير من الاحيان من حدوث صدع للشارع القريب من البحر، ودخول المياه على بيوت المواطنين في القرية.


ويقول النجار إن المهنة الوحيدة التي يتقنها سكان القرية، هي مهنة الصيد التي يجني الصيادون عبرها القليل من المال، وهو ما لا يؤهلهم لتوفير الكثير من الاحتياجات، لإعادة ترميم منازلهم.

يتوجه أبناء النجار وباقي أبناء القرية إلى مدارسهم التي تبعد حوالي أكثر من ثلاثة كيلو مترات عن منطقة سكناهم.

ومن جهتها عبرت المواطنة آمال أبو عودة، عن قلقها من الوضع الكارثي الذي تعيشه أسرتها وباقي سكان المنطقة، بسبب تهميشها وافتقارها لكافة مناحي الحياة، وانتهاك صارخ لعدم تمتعهم بالحقوق الأساسية (الصحة والتعليم والأمن) وغيرها من الحقوق الضرورية.

وأثناء زيارة وطن، تبين أن أبو عودة تقطن في بيت متهالك ومتصدع ولا يصلح للعيش الآدمي، ومعرض للوقوع في أي لحظة.

وتضيف لـ وطن، بأن القرية إلى جانب تعرضها لكوارث طبيعية، فإنها في فصل الصيف تعاني من انتشار واسع للحشرات والقوارض، وتعتمد القرية على الحفر الامتصاصية نظراً لعدم وجود صرف صحي، ما يزيد من الأزمة.

يرى سكان القرية أن حل مشكلتهم يتمثل بدعوة "أونروا" الراعية لخدمات القرية، بالتدخل العاجل لحل المشكلة، لإنشاء جدار اسمنتي أمام شاطئ البحر لوقف انجراف مزيد من الشاطئ ومنع زحف مياه البحر ناحية منازلهم ما قد يتسبب في غرقها بالكامل.

 

تصميم وتطوير