اليوم الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين

22.03.2013 09:19 AM
رام الله - وطن للانباء: يصادف اليوم الجمعة، الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة "حماس"، والذي استهدفته طائرة 'أباتشي' اسرائيلية بثلاثة صواريخ بينما كان عائداً من أداء صلاة الفجر في مسجد المجمع الاسلامي القريب من منزله في حي الصبرا في مدينة غزة.

وارتقى الشيخ ياسين شهيداً في لحظتها واستشهد معه سبعة من مرافقيه، بينما جرح اثنان من أبنائه، وتناثرت أجزاء الكرسي المتحرك الذي كان ينتقل عليه في أرجاء مكان الهجوم الذي تلطخ بدمائه ومرافقيه خارج المسجد، كما تناثر جسده وتحول إلى أشلاء.

ولد الشيخ أحمد إسماعيل ياسين في 28 من حزيران عام 1936، في قرية الجورة التابعة لقضاء المجدل جنوب قطاع غزة، ولجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد نكبة عام 1948، وتعرض لحادث في شبابه أثناء ممارسته الرياضة أدت لشلل جميع أطرافه شللاً تاماً.
عمل الشيخ الشهيد مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية ثم عمل خطيباً ومدرساً في مساجد غزة، وأصبح في ظل الاحتلال أشهر خطيب عرفه القطاع.

شارك وهو في العشرين من عمره في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجاً على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام1956 ، وأظهر قدراتٍ خطابية وتنظيمية ملموسة، وبعد هزيمة حزيران عام 1967، والتي احتلت على إثرها إسرائيل كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة استمر ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل، ويجمع التبرعات والمعونات لأسر الشهداء والمعتقلين، حيث كان يعتبر واحدا من أعلام الدعوة الإسلامية في فلسطين، ومؤسس ورئيس أكبر جامعة إسلامية بها المجمع الإسلامي في غزة، ثم عمل رئيساً للمجمع الإسلامي بغزة.

واعتقل الشيخ ياسين عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيمٍ عسكري، والتحريض على إزالة إسرائيل من الوجود، وصدر بحقه حكم بالسجن 13 عاماً، لكن أفرج عنه عام 1985 في عملية تبادل ٍللأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

أسس ياسين مع مجموعةٍ من رفاقه حركة "حماس" بعد خروجه من السجن، وفي عام 1991 أصدرت إحدى محاكم الاحتلال حكماً بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاماً أخرى بتهمة التحريض على اختطاف وقتل جنودٍ وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني، وفي العام 1997 أفرج عنه بموجب اتفاقٍ تم التوصل إليه بين الأردن وإسرائيل إثر محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.

كان ياسين رجلا وحدويا، ودعا دائما للوحدة الوطنية الفلسطينية، ورفض شق الصف الفلسطيني، وكان يكرر دائما أن الفرقة تضر بمصالح الفلسطينيين، حيث واجه محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتفتيت الوحدة الوطنية الفلسطينية ونسف الروابط العائلية والاجتماعية، حيث لا مجال لاستخدام السلاح في الداخل الفلسطيني، وأنشد للوحدة يوما:

هي الأوطان نحميها بسـيف ولا عزَ لـها دون اتــفــاق

توحَــد صفنـا أبـداً بعزم ولا صف يوجد بالشقاق

قال عنه المستشار النفسي والعميد السابق في الشرطة الإسرائيلية "تسفيكا سيلع" إن ياسين كان يتمتع بشخصية قوية جداً ويسيطر على ما يجري داخل السجون وخارجها، احتجزناه في سجن "هداريم" بشروط قاسية جداً، بل أذقناه الموت، فحرمناه الزيارات وعزلناه طيلة خمس سنوات في قبو بلغت درجة حرارته في الصيف 45 درجة وامتنعنا عن تنظيفه، كان رجلاً حكيماً ونزيهاً جداً، وسادت بيننا وبينه حرب دماغية، وفي نهاية كل مواجهة دماغية كنا نعرف أن أحداً سيموت إما في الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي.

نقلا عن وفا
تصميم وتطوير