خبير: طرق التخلص من النفايات الطبية في مجمع فلسطين تشكل خطرا على حياة المواطنين

27.08.2011 03:30 PM




رام الله - وطن : أشار الخبير الفلسطيني في البيئة و التدوير محمد سعيد الحميدي باصبع الاتهام على صناع القرار في السلطة الفلسطينية نتيجة  عدم إصرارهم  على انتزاع الحقوق من الجانب الإسرائيلي فيما يتعلق بالبيئة و الرضوخ لكل المماطلات الإسرائيلية.

وقال :"المفاوض الفلسطيني لم يعطى الوسائل التي تمكنه من تحقيق انجازات بيئية، و عمل بطاقته الفردية لانتزاع الحقوق"

و اضاف الحميدي خلال مجلة عين على البيئة التي  يقدمها الاعلامي نزار حبش و تبثها قناة" وطن" الفضائية بدعم من مؤسسة "هينرش بول" الألمانية  بالتشارك مع مركز العمل التنموي "معا" ان المشكلة الرئيسة تتمثل بالعراقيل التي تفرضها إسرائيل على بناء محطات معالجة للصرف الصحي في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية".

وبين وجود تقصير داخلي كبير، لاسيما و ان الفلسطينيين  لم يعطوا الأولوية للمعالجة، و كانت كافة المشاريع مختصة في مجالات أخرى .

و أوضح الحميدي ان خطة رئيس الوزراء د سلام فياض التنموية كان فيها بعض الخلل فيما يتعلق بالبيئة ، خصوصا و انها تحدثت عن الوضع الصحي و لم تتناول النفايات الطبية على سبيل المثال باعتبارها الأخطر على صحة الإنسان، واضعا اللوم على من يزود الحكومة بالمعلومات الفنية

و فيما يتعلق بوحدة تدوير النفايات الطبية في مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله اكد الخبير الفلسطيني في البيئة و التدوير ان المشروع لم يطبق بالشكل السليم موضحا ان  المدخنة التي تخرج من جهاز التعقيم لم تكن بارتفاع كافي، مما يجعل الابخرة تعود مرة اخرى الى داخل المجمع مما يعرض حياة المرضى للخطر

و بين الحميدي ان نقل المخلفات يتم داخل اروقة المجمع و ما يتسرب من اكياس النفايات اثناء النقل و التجميع يختلط بمياه الصرف الصحي للمنازل و هذا يشكل مشكلة بيئية كبيرة بحد ذاتها

و في السياق ذاته كشف الحميدي انه لا يوجد مكان امن لتخزين النفايات الطبية داخل المجمع، هذا اضافة لنقص الكادر و التمويل مؤكدا وجود تقصير كبير في هذا المجال خصوصا و ان نفايات المجمع الطبية الصلبة تصل الى مكب رام الله للنفايات الذي يعج "بالنباشين" مما يهدد حياتهم بامراض خطيرة، معربا عن اسفة من طرق التخلص الخاطئة التي تتم اما بالحرق او الدفن

و تناولت المجلة التلفزية في عددها 13 المياه العادمة في الضفة الغربية باعتبارها خطر حقيقي يهدد البيئة و الصحة العامة، حيث بينت ووفقا لتقرير منظمة بيتسيليم الاسرائيلية انه يتدفق سنويا من ثلثي المستوطنات داخل الضفة الغربية ما يقارب ستة ملايين متر مكعب من المياه العادمة الخام غير المعالجة و تتجه نحو الوديان و الجداول في الضفة، يضاف الى ذلك اكثر من عشرة ملايين متر مكعب من المياه العادمة تتدفق نحو جنوب شرق القدس المحتلة، حيث تتسرب الى خزان المياه الجوفي الجبلي مما يسبب تلوثا بيئيا خطيرا

كما تطرقت المجلة البيئة الى واقع نهر الاردن لاسيما بعد ان قامت إسرائيل بايقاف جريان المياه الطبيعي إلى النهر الذي يتسم بأهمية دينية وسياحية واقتصادية، وأفاضت عليه كميات ضخمة من مياه المجاري، فام تحوليه إلى مستنقع مائي ملوث، بعد أن كان، عبر العصور، من أكثر أنهر العالم اختزانا للقيم التربوية والدينية والبيئية والسياحية.
ووضحت المجلة انه و بعد انشاء اسرائيل ما يسمى ب "ناقل المياه القطري"، في عام 1964، أقامت إسرائيل سدا لمنع تدفق مياه بحيرة طبرية في النهر، وأقامت العديد من السدود على طوله، مما منع تدفق المياه المغذية ، فضلا عن وقف جريان مياه الفيضانات إليه، حيث لا تتجاوز المياه الطبيعية التي تتدفق في جنوبي النهر حاليا 6% من المياه التي كانت تصب فيه في الماضي.

تصميم وتطوير