زياد في مصر... ضحيّة "الحركة الثورية"-مدحت صفوت
04.03.2013 10:02 PM
ورأى المعارضون في هذا الموقف "دعماً للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه"، فيما رأى آخرون أنّ الدعوة إلى مقاطعة الحفل "وقوف في صف الأصولية الدينية" التي تتعقب الفنانين وتحرّم الفن وتجرّمه. وهنا أصبح الرحباني في مواجهة أصولية مزدوجة: أصولية التيارات الدينية وأصولية المعارضين للنظام السوري.
وفي ما يتعلّق برأي الجهة المنظّمة، فقد أعلنت داليا حمام المتحدثة الإعلامية باسم المهرجان عن تمسّك الإدارة باستضافة الرحباني وتكريمه للمرة الثانية بعد الحفل الذي قدّمه عام 2010 "تقديراً لأعماله الفنية".
ليست المرّة الأولى التي ترخي فيها الأزمة السورية بظلالها على الأحداث الفنية في مصر. سبق أن اضطرت إدارة "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير" إلى استبعاد فيلم «العاشق» (2011) للمخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد كموقف سياسي من النظام السوري، بعدما سبقه "مهرجان دبي" إلى ذلك (الأخبار 27/11/2012 _ 30/11/2012)، فيما ألغى نادي السينما التابع لـ "دار الأوبرا" عرضاً لـ "العاشق" أيضاً (الأخبار 16/2/2013) بعد تهديدات تلقتها الدار من معارضين سوريين في المحروسة!
وأمام هذه التهديدات، أبدى عدد من المثقفين استياءهم من دعوات مقاطعة الحفل، مشيرين إلى أنّ الحرية التي تنادي بها الشعوب "تعني السماح بنشر كل الأفكار، وتجاور الآراء المتباينة".
وأوضح الناقد أحمد إبراهيم في حديث لـ"الأخبار" أنّ أسوأ ما في الموضوع أنّ "الدعوة تأتي من أشخاص يُفترض أنّهم ينتمون إلى شريحة المثقفين والتيار المدني والعلماني"، مشيراً إلى أنّ الأمر يدلّ على نحو واضح على "تجذّر العفريت الأصولي والتطرف داخلها". وأضاف إبراهيم أنّ دعوات مقاطعة الحفل الختامي لمهرجان الجاز تكشف أيضاً عن "التناقض الفاضح الذي نعيشه".
يذكر أنّ المهرجان يضمّ مجموعة من أشهر موسيقيي الجاز، مثل الفرنسي كريستوف فاليم، والمغنية الأميركية كي. جي دنهارت، فيما يحلّ ضيف شرف البرازيلي المعروف جيلبرتو جيل.
نقلا عن "الاخبار" اللبنانية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء