خرم ابرة- الـراقـصـة والـطّـبـال بقلم: رامي مهداوي

23.02.2013 10:13 AM
الأسبوع الماضي في شخوص هنا وهناك بطخوووو تصريحات تدميرية ومفكرين حالهم أبو المعرفة والمفهومية، وإذا بدي أبني على تصريحاتهم بروح إيجابية بدي أعتقد إنه لديهم الرغبة والقدرة على نقد الذات بصورة صحيحة، لكن اللي بصير هو تدمير للذات لأهداف شخصية، وإساءة تطبيق نقد الذات عند البعض بحيث إنه يظل مركز على العيوب والمساوئ والتجريح بهدف التحليل، وكمان إغلاق العين عن مشاهدة الإيجابيات ومنع ذكر المحاسن وما تم أو يتم تحقيقه من إنجازات، والأخطر إنه ما يتم تقديم حلول سوى حكي سردي قصصي مثل خراريف ستي إم عطا الله يرحمها، مع العلم ستي كانت تتحدث عن تاريخ يجهله الكثيييييييييييير. وكمان غير هيك بصير يبث إشاعات وخيالات مما يجعله ينتج كلام وكلمات من هون وهناك، وبصير الأخ القائد المناضل يفهم في الزراعة والاقتصاد والفلك والأسرى وصالونات الحلاقة وكأنه هو المخلص للشعب الفلسطيني، وهيك ما بصير نقد بنّاء "النقد الذاتي" بل على العكس بعمل عملية تدمير ذاتي وممكن، وأعتقد بأنها منظمة تخدم جهات غير مرئية على الساحة القتالية للمعركة المواطن العادي ليس بحاجة أن يدفع ثمنها؟!
هناك فرق كبييييييير بين نقد الذات وجلد الذات، وللأسف من يجلد ذاته بكون عنده مرض خبيث_ الله يبعدكم_ أعراض هذا المرض بإدمانه الظهور على الوسائل الإعلامية، التلفظ بكلمات غير لائقه، قصر نظر لأنه لا يرى أبعد من أنفه، فاقد للشعور، يبرد بشكل مستمر لأنه دائماً يقف تحت مظلة وعباءة الآخرين.
مش رجولية بأنك تستعرض عيوبك وعيوب الآخرين، الرجولية في إنك تشمر عن ذراعك وتبني وتخطط مش بس اتطخ حكي فاضي لا لون ولا رائحة ولا طعم له، الزلومية إنك تنتج مش بس تعفط سجاير وأرجيلة وعامل حالك شيخ شباب وتنفخ دخان يضر بتركيبة المجتمع، وكأنك الأزعر اللي جايب القط من ذيله!!
والمبكي المضحك بأنه هذه الشخصيات بتصير تدعي الحياد والموضوعية، مع العلم بأنه أحد تعريفات الموضوعية بمعناها العام (إدراك للحقائق عبر نظرة شمولية متفحصة لكل الزوايا من غير التحيز لقطب ضد قطب آخر) وإنت يا أستاذ موضوعي يا أستاذ فهمان جميع مقابلاتك عامل حالك طرزان أو رامبو أو سوبرمان بس بشكل جديد على أساس الشر والتخريب والتدمير والهدم.
والأخطر من هيك بأنه هذه النظرة السلبية التدميرية تصبح جزء من حياة هؤلاء، مما يجعل صورة الوطن سوداء مظلمة على أساس إنه الأبيض والحليب والقشطة، وأي نشاط او حدث لازم يكون على رأسه، يا أخي ارحمنااااااااااا وخف عنّاااااااااااا..... شو بدك؟ عم بتدمر البلد شوي شوي.
والخطيييييييييييييير بل الأخطر بأنه بعض وسائل الإعلام تصبح كالطبّال في الفيلم المصري "الراقصة والطبّال" إنتاج 1984، وهو تمثيل الفنان أحمد زكي والفنانة نبيلة عبيد والفنان عادل أدهم والفنان محمد رضا، الفيلم إخراج أشرف فهمي وتأليف المبدع إحسان عبد القدوس. والفيلم قصته يتولى الطبال عبده تدريب راقصة الموالد مباهج وتحويلها إلى راقصة مشهورة ......" أكمل الفيلم في بيتكم عزيزي القارئ".
ممكن حدى يسألني ولو عنجد في مجتمعنا مثل نبيلة عبيد؟؟ آسف قصدي الراقصة؟؟؟ لالالا قصدي الشخصيات التدميرية؟! إحنا مش بحاجة الى جهد كبير عشان نكتب الأسماء " التدميرية". يا عمي افتح الراديو بتسمع صوتها _صراخها يسبق حضورها_ مما يجعلها تصرح" مؤسسات "الآنجيؤوز" عملاء .. يجب إغلاق المؤسسة الفلانية.... هذا الشخص هو جاسوس ... السيدة الفلانية غير محترمة... القطاع الخاص متواطئ .... الوزير الفلاني فوقه وتحته ..... أنا زلمي محترم... أنا شريف.... أنا بفهم.... أنا أبو الوطنية.... انا من اكتشف الزهايمر " وهيك وبعد كم تصريح، المواطن المتابع بكفر في ذاته ومجتمعه؟! وهيك بنفكر بأنه إحنا بنعيش داخل الصورة السوداء المليئة بالأخطاء.... مما يساعد ويعزز الشعور بطلب الهجرة من البلد.
عشان هيك المبالغة في استعراض العيوب، وحضرتك تفلسف الأمور مع تضخيم السلبيات ونشر الإشاعات مش عمل جريء ولا جبّار، لعلمك أصبحت مثل المهزلة أو مثل من أعطوه حبل طويييييل لكنه شنق نفسه بنفسه، انا بنصحك تحذر الجهل والانسياق وراء من يغرر فيك وبضللك، وابتعد عن الحقد، ولازم تعالج الشعور بالنقص.
شعبنا بأشد الحاجة لزرع الثقة وعلينا الاستنهاض مع الأخذ بعين الاعتبار بأن لا نخدع أنفسنا بإعطاء صورة مغايرة للحقيقة والواقع، لهذا علينا عدم إخفاء الحقيقة.... لكن ان نتعامل معها بروح المسؤولية مش بروح علاقة الراقصة والطّبال.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير