بالفيديو والصور... 'دير سمعان' تحفة فنية شاهدة على سرقة الاحتلال
05.02.2013 04:25 PM

رام الله - وطن - حمزة السلايمة: هل أتاكم حديث خربة "دير سمعان" الأثريةالواقعة على أراضي بلدة كفر الديك غرب محافظة سلفيت، التي أضحت ضمن المواقع الأثرية المستهدفة من قبل سلطات الاحتلال، بشتى الوسائل، لسرقة الآثار الفلسطينية وتغيير معالمها.
تحفة فنية مرصوفة بعقلية هندسية، تدلل على أنها كانت يومًا تعج بالحياة. كهوف محفورة بالصخر وآبار مياه ضخمة وبيوت مهدمة مضى على عمرها 1500 عام تعود للحقبة البيزنطية، بالإضافة إلى معصرة مكونة من الحجارة يعتقد الباحثون أنها كانت تستخدم لاستخراج زيت الزيتون.
بحسرة وألم، يروي لنا أحد مالكي الخربة، ويدعى فارس الديك، قصة طفولة عاشها مع والده في هذه المنطقة التي يخيم عليها شبح الاحتلال والاستيطان في هذه الأيام: لم نكن نعلم بوجود هذاالموقع التاريخي في أرضنا، كانت المنطقة مغطاة بالأتربة بالكامل، قبل أن يأتي جنودالاحتلال ويفرضوا سيطرتهم عليها، وأنزلوا فيها آلات التنقيب والجرافات الضخمة.
يتابع: والدي ورث الخربة عن أبية وعن جده، ولدينا الأوراق التي تثبت ذلك، إلا أن الاحتلال لا يزال يمنعنا من الوصول إلى أراضينا، والدخول إلى المنطقة الأثرية بدعوى سيطرة ما، يسمى بسلطة الآثار الإسرائلية عليها إلا بعد تنسيق أمني.
من جانبه، طالب الناشط ضد الاستيطان وسام الديك، وزارة السياحة والآثار، أن تولي اهتمامًا أكبر في المنطقة، والعمل على جميع الأصعدة من أجل وقف سرقة الاحتلال للآثار وضمها إلى قائمة المواقع التاريخية العالمية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
في ذات السياق، قال الوكيل المساعد في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، حمدان طه، "الخربة هي دير ميسحي قديم يعود إلى العهد الروماني، وله أهمية كبيرة، لذلك تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين السيطرة على الموقع وضمه إلى قائمة المواقع التاريخية الإسرائيلية بالقوة، من خلال التوسع الاستيطاني الذي بات لا يبعد سوى أمتار قليلة، عن الخربة".
وقال طه إن وزيرة السياحة رولا معايعة خاطبت المنظمة الدولية للثقافة، ودعتها للوقوف أمام مسؤوليايتها في الضغط على الاحتلال من أجل السماح لوزارتها بترميم المكان، لإدراجه على قائمة المواقع التاريخية العالمية.
ويحيط الاحتلال المنطقة بثلاث مستوطنات وهي "معالي زئيف، وبد نوئيل، ومحشيم" التي غدت وحداتهاالسكنية على مرمى حجر من حدود الخربة.
تصوير فوتوغرافي: أنس العاروري