البحث عن مخارج الأزمة ..قلم: محمد السودي.
21.01.2013 08:20 PM
لقد بات في حكم المؤكد فوز اليمين الأكثر تطرفا منذ نشوء كيان الإحتلال حسب كل المؤشرات واستطلاعات الرأي العام الذي يقوده إئتلاف الليكود بيتنا في ظل الجنوح المجتمعي نحو العنصرية والفاشية والكراهية للعرب وتسارع الهجمــة الإستيطانية الإستعمارية بشكل لم يسبق له مثيل حيث أكدت مراكز الرصد عن زيادة الإستيطان اربع أضعاف المعدل خلال العام المنصرم ، بل اضحت الحقوق الوطنية الفلسطينية والتنكر لها بازار نخاسة بين الأحزاب المتطرفة منها من يطالب بسياسة الترانسفير الطوعي للعوائل الفلسطينية مقابل المال ومنها من يدعو إلى ضم الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها عام1967 ، الأمر الذي ينذر بأيام قاسية قادمة سيتحدد على ضوئها مسار القضية الفلسطينية مالم يكن هناك وقفة جادّة عاقلة مسؤولة تحسب الحساب لأصعب الأمور تعقيداً بدل أن يكون التدمير الذاتي من نصيب أصحاب الحقوق المشروعة أنفسهم بفعل الإنقسام المدمرللمشروع الوطني ،إن الأجواء المتفائلة التي سادت اللقاءات الأخيرة في القاهرة ووقف التلاسن الاعلامي إضافة الى تحديد سقف زمني للشروع ببدء تنفيذ ماتم الاتفاق بشأنه العام الماضي خطوات محمودة لكنها لاتعني بالضرورة التخلي عن المكاسب الفصائلية الضيقة الأفق وطي صفحة الإنقسام بالنظر الى التجارب السابقة خاصة أن الغموض بدأ يكتنف تصريحات بعض الأطراف ربما تكون متضررة من عملية المصالحة الوطنية حول تشكيل حكومة الكفاءات المستقلة المؤقتة وتأجيل البحث في العديد من القضايا الهامة التي يمكن أن تعيد الأمور الى نقطة البداية ، لذلك ينتظر الشعب الفلسطيني الذي أوهنته السياسات العدمية بفارغ الصبر انجازاً حقيقيا يعيد إلية روح المقاومة والصمود لمواجهة التحديات الخطيرة التي يفرضها واقع الاحتلال ، إن المطلوب من اجتماع الإطار القيادي الفلسطيني المزمع عقده في الثلث الأول من فبرايرالقادم بالعاصمة المصرية القاهرة إضافة الى الشروع الفوري بتنفيذ الإتفاقات السابقة دون الرجوع الى مربع الحوارات ، ضرورة المراجعة السياسية للخطوات الفلسطينية القادمة بعد ان نالت فلسطين مكانة الدولة غير العضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة وما يترتب عليها من إجراءات تستند إلى الواقع الجديد إذ لايمكن الحديث عن انتخابات تشريعية للسلطة بينما الغالبية الساحقة من العالم اعترفت بمكانة الدولة الفلسطينية التي ينبغي تجسيدها على أرض الواقع ضمن اطار مؤسسات دولة كل الفلسطينيين اينما تواجدوا، بما في ذلك الإنتهاء من إعداد الدستور والإنضمام إلى كافة الوكالات الدولية في مقدمتها محكمة جرائم الحرب الدولية ،كما ينبغي العمل مع كل الجهات الدولية على رعاية حقوق اللاجئين الفلسطينيين الإنسانية في المخيمات والمنافي وتجنيبهم الصراعات الداخلية للدول وتأمين الحماية لهم لحين عودتهم الى أرضهم وديارهم التي شرّدوا منها ،إن البحث عن مخارج للأزمة في ثنايا الوقت ماهو إلا عبث لاجدوى منه قد يؤدي إلى مالا تحمد عقباه لذلك ينبغي استنهاض كافة الطاقات الكامنة لدى شعبنا وتصعيد المقاومة الشعبية بكافة أشكالها واستنباط الوسائل الكفيلة القادرة على التصدي لقطعان المستوطنين الذين يستهدفون الأرض والإنسان الفلسطيني بحماية تامة من جيش الإحتلال ، لن تســتردّالحقوق الضائعة بغير الكفاح الوطني الدؤوب القادر على الصمود وصنع الحياة من خلال فتح ابواب الشمس والكرامة وباب العودة إلى فلسطين التاريخ والجغرافيا والشهداء....
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء