الرحلة للبر الآخر

17.08.2018 07:31 PM

كتب عصام يونس: عُدت فجر الامس الخميس إلى غزة بعد رحلة أقل ما توصف بها بأنها رحلة عذاب ومهانة، حيث انطلقنا ليلة السبت - فجر الاحد الماضي، شاهدت في ليلتين وثلاثة أيام عذابات الناس على معدية الفردان في طابور من السيارات وشاهدت مندوب السفارة الذي لم يكن أبدا بمستوى المسئولية ولا تعليق أكثر.

شاهدت سيدة تفتت قطعة خبز بين ابهامها وسبابتها لتطعمها لأبيها المقعد المريض، لم أستطع أن أمنع دمعة سقطت من عيني، وشاهدت سيدات في عمر زوجتى وصبايا في عمر ابنتي يبحثن عن ما يَستُرهنَّ لقضاء حاجتهن تحت شجرة منزوية، شاهدت رُضَّعا يتلوون ويبكون من قيظ صيف الإسماعيلية وشاهدت الكثير.

نحن شعب عزيز كريم والشعب المصري شعب عظيم وكريم ولا يليق هذا المشهد لا بِنا ولا بمصر، أتفهم كل بواعت القلق وكل موجبات الأمن القومي المصري وأنحاز الى جيش مصر العربي العظيم في معركته المقدسه ضد الارهاب والحفاظ على وحدة التراب المصري، ولكن ذلك كله لا يشكل سببا لهذا المشهد المؤذي والمهين.

آلمنى ماشاهدت ولن أتحدث عن تجربتي الشخصية كناجٍ من السرطان وأُجريت له عملية جراحية كبرى، ويحتاج الى عناية خاصة، فأحبابي وزملائي ممن قاسموني معاناة تلك الايام كانوا نعم الرجال. سأكتب يوما في الرحلة للبر الآخر.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير